في المقهى

أريج سعود | سوريا

 

في المَقْهى !

حَيْثُ لا أَحَدَ يُقَاسِمُنِي المَدِيْنَةَ

وَ الخُطْوَة

أَو يُزِيْحُ حِزَامَ الوَقْتِ عَنْ قَدَمِي

يَرْوي حَوَاسِي بِالطَّنِيْنِ وَ القَهْوَة

حَيْثُ لا يَتَقَمَّصُنِي شَيءٌ

كَطَريَقَةِ الأوَانِي النُّحَاسِيَّةِ

بِمَلامِحِهَا القَهْوَائِيَّة

الفَنَاجِيْنُ ذَوَاتُ اليَدِ الوَاحِدَة

أقْدَرُ مِنْكَ عَلَى إِمْسَاكِي

وَ إِجْبَارِي عَلَى الحُبِّ وَ النُّطْق

هَكَذا فَقَطْ وَحْدِي

فِي المَقْهَى

آتِي بِكَ !

كَمَا أشْتَهي لَوْنَكَ أَنْ يَكُوْن

أَضَعُكَ فِي فَرَاغَاتِ الأَمْكِنَةِ المُقَابِلَة

يَسْتَقيْمُ عَمُودِيَ الفَقْرِيُّ عَلَى طُوْلِ الفُضُوْل

يَصِيْرُ عَلَى رَائِحَتِكَ رَسْمُ الحَوَاسِ

تَسْتَبِيْحُ حُضُورَكَ كُلُّ المَرَايَا

حَبِيْسَةِ الخَشَب

أَتَصَفَّنُ مِلْءَ الرَّغْبَةِ

فِي تَقَاسِيْمِ الفُصُوْلِ المَدْرُوسَةِ

عَلى مَقَاسِ بَحْر

أَمِيْلُ جِهِةَ التَّجَلِّي عَلى سَجِيَّتِي

وَ أتَوَقَّفُ عِنْدَ شارِعٍ فيْهِ أصابِعُكَ،

تُوْمِئ

أقِيْسُها عَلَى مَدَارِ القُبْلَةِ

وَ المَلْمَسِ

أُقَلِّمُهَا فِي حُضْنِ يَدِي

فَأُتِمُّ الخَطَّ المَفْقُودَ فِي كَفِّي

أَتَنَفَّسُ بِبُطءٍ أو هَرْوَلَة

مَعْ كُلِّ مَخْرَجِ حَرْفٍ

أتوقُ لِتُعْتِقَه مِن أقَاصِي الصَّدْرِ

هَكَذا وَ بِكُلِّ الرَّاحَةِ

أغْرَقُ عَلى هَيْئَةِ ابْتِسامَةٍ بَلْهاءَ

فِي وَجْهي مُتْقِنِ التَّخيُّل

فَتَطالُنِي يَدُ الحَقيْقَةِ

تَتَلَمَّسُني

تَحُزُّ بِظِفْرِهَا عَلى أوْسَعِ مِساحَةٍ مِنْ جِلْدي :

" مَنْفاكِ أنَا ..

" صَوْتي تَراتِيْلُ حُرِّيَّةٍ مُنْتَظَرَة "

فِي المَقْهى يا سَيّدي ..!

لَمْ يَأتوا

مَنْ حَجَزوا طَاوِلاتِ الحُبِّ المُجَفَّف

وَ لا روَّادُ الخُلْواتِ المُعَلَّبَة

فَقَطْ أنا مَنْ أنْبَتُّ منْ المَكانِ

يَدَيْكَ.. عُشْباً لرَبيْعِ الوَقْتِ المُكَنَّى

بالهَذَياناتِ العاشِقَة

حُرَّةً ..!

أقَرِّرُ لَوْنَ السَّمَاءِ

أيَّ قَمِيْصٍ تَرْتَدِي

وَ كَمَّ السُّكَّرِ فِي الفَمّ

فَقَطْ هاتفي يَحْكُمُني

مُذْ قُلْتَ لي :

" كيْفِك "

أنا بِخَيْرٍ

بَيْدَ أنَّ مَقْتَلِي يُراوِغُنِي

لأرْسِلَ لَكَ رِسالَةً قَصِيْرَةً

أغْتَالُكَ بِهَا ..

لِتَكونَ بِخَيْر …… !!

تعليق عبر الفيس بوك