بارع في ارتداء الحزن

سهاد الدغاري | ليبيا

 

إن سألوك يوما عني

أدر ضفة الحديث وكلمهم عن الضفادع التي لاتتوقف عن النقيق رغم ضحالة الماء.

أيضاً كلمهم عن النمل الذي لايفتأ يسير في طوابير منسقة رغم فوضوية الحياة.

عن الثعابين التي لاتتوقف عن تبديل جلودها وفي كل مرة تخفق في إخفاء حقيقتها السامة.

عن كذب الماعز وهو يتسلق الجبال ويقنع نفسه بأنه من فصيلة الأيائل.

عن الأسد كلمهم وعن فحولته المزعومة أمام لبوته وهي تجر له أحد الفرائس لتطعمه.

كلمهم عن كل الحيوانات وأطل الحديث.

وإن كرروا السؤال.

اذهب بهم إلى مكان أقل وحشية من الغاب

كأن تذهب بهم إلى المطبخ

لتعلمهم كيف يقشرون جلودهم دون أن يشعرون بألم

حاول أن تصل بهم إلى الأدمة دون قطرة دم واحدة

فأنت بارع في هذا

بارع في غزل الأحاديث

وفي تقشير البصل دون أن تدمع عيناك

وبارع أيضاً في ارتداء الحزن

واستعطاف البحر

والتلاعب بمده وجزره

وإذا لم تعجبهم الحكاية وكرروا السؤال

ارتدِ وجهك الآخر

ذا الأنف الأحمر الكبير

وخذهم في رحلة لنكاتك السمجة

فبهلوانيتك مثيرة بعض الشيء

ستشغلهم عن السؤال ولو قليلاً

وستمنحك فرصة أكبر للهروب

ولكن حاذر فظلك أكثر منك صدقاً

ماذا لو يشي بك.

عندها سينتبهون لقناعك الذي سقط

وسيكررون السؤال

ولامناص حينها من أن تقول

أحبتني فخذلتها

تعليق عبر الفيس بوك