العبدلي: تكثيف حملات التوعية والاستزراع بالتعاون مع المجتمع المدني

"البيئة" تنجح في استزراع 100 ألف شتلة لأشجار القرم في مختلف سواحل شمال الباطنة

صحار - الرؤية

 

قال المهندس سعيد بن ناصر العبدلي مدير إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة شمال الباطنة، إنَّ الوزارة تواصل تنفيذ العديد من حملات التوعية بالاهتمام وتنمية مناطق الأراضي الرطبة لأهميتها البيئية والغذائية، وضرورة مشاركة المجتمع المدني والمؤسسات في تنميتها والعناية بها، إلى جانب تنفيذ حملات استزراع شتلات أشجار القرم، وبلغ عددها نحو 100 ألف شتلة في خور شناص وخور وديات بولاية شناص وخور الخابورة، منذ بداية عمليات استزراع أشجار القرم في الأخوار والمناطق الضحلة بمختلف سواحل شمال الباطنة منذ العام 2004م.

وأشار مدير إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة شمال الباطنة، إلى تكثيف قسميْ صون الطبيعة والتوعية والإعلام بالإدارة، وبمشاركة دائرة صون البيئة البحرية بالوزارة، جهود حماية البيئة البحرية والمواقع الساحلية من خلال العديد من حملات استزراع أشجار القرم، إضافة لجهود التوعية البيئية المصاحبة لحملات الاستزراع، والتي تستهدف الجهات الحكومية والشركات والجمعيات الأهلية وطلاب المدارس ومؤسسات المجتمع المدني، وتتضمَّن مُحاضرات تعريفية عن أشجار القرم وفقرات متنوعة المحتوى تخللتها أسئلة بيئية عن أهمية أشجار القرم بيئيًّا، وفوائدها للإنسان قديماً وحديثاً، وعن أماكن تواجدها في السلطنة، والعوامل الأساسية لنمو هذا النوع من الأشجار، ومناقشة بعض التهديدات والأخطار التي تواجهها أشجار القرم، واستعراض دور وزارة البيئة والشؤون المناخية في حماية هذا النوع من الأشجار والمشاركات العالمية والجهود المبذولة لحماية هذه الشجرة، ورفع مستوى الوعي البيئي للأفراد لحمايتها والمحافظة عليها.

وأضاف العبدلي أنَّ حملات استزراع وتأهيل مواقع أشجار القرم تأتي ضمن المشروع القائم بين السلطنة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، والذي يهدف لاستزراع مليون شتلة من أشجار القرم في مختلف سواحل السلطنة خلال 20 عاماً؛ حيث دشن المشروع في العام 2001م، ويمضي في تحقيق أهدافه حتى العام 2022م، وقد بلغ عدد الشتلات التي تم استزراعها حتى الآن أكثر من 680 ألف شتلة في 30 موقعاً بمختلف سواحل السلطنة، وتمَّ خلال المشروع تدشين أربعة مشاتل لتأهيل شتلات أشجار القرم بالسلطنة: اثنان منها بمحمية القرم الطبيعية بمحافظة مسقط، ومشتل واحد في خور البطح بولاية صور بمحافظة جنوب الباطنة، ومشتل بمحمية خور القرم الكبير بولاية صلالة بمحافظة ظفار.

وتعدُّ الأراضي الرطبة ذات أهمية بيئية، فقد أولت السلطنة أهمية خاصة بها؛ حيث تمَّ تصنيف معظم مواقع الأراضي الرطبة مواقع محمية بحكم القانون؛ حيث تمَّ الإعلان عن 9 أخوار بمحافظة ظفار، إضافة لمحمية جزر الديمانيات الطبيعية ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية القرم الطبيعية ومحمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى، وتعتبر محمية القرم الطبيعية هي الموقع الوحيد في السلطنة الذي تم تسجيله في الاتفاقية الدولية، وتسعى السلطنة لتضمين المواقع الأخرى ضمن الاتفاقية.

وهناك اهتمام عالمي بهذه المواقع من خلال اتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار)، والتي انضم إليها 170 دولة حول العالم، وتم تسجيل 2342 موقعا للأراضي الرطبة بمساحة تقدر بأكثر من 252 مليون هكتار، ولا يزال العدد في ازدياد مستمر. وتهدف الاتفاقية إلى تشجيع المحافظة والاستخدام المستدام للأراضي الرطبة عن طريق إجراءات يتم اتخاذها على المستوى الوطني، وعن طريق التعاون الدولي؛ من أجل الوصول للتنمية المستدامة في كل العالم. ويدخل تحت رعاية هذه الاتفاقية العديد من أنواع الأراضي والمناطق الرطبة؛ هي: المستنقعات والسبخات، والبحيرات والوديان، والمروج الرطبة ومصبات الأنهار، وخطوط المد، والامتدادات البحرية القريبة من السواحل (الأخوار)، وأشجار القرم (Mangroves) والشعاب المرجانية، ويدخل كذلك المناطق الرطبة الاصطناعية مثل أحواض تربية الأسماك، الحقول الرطبة لزراعة الأرز.

تعليق عبر الفيس بوك