البلوشي يكرم المشاركين في حفل ختام النسخة الثالثة

٤٨ مستفيدا من برنامج الكفاءات الحكومية لتحسين بيئة العمل وتعزيز القيادات الإدارية

 

  • البوسعيدي: برامج "الخدمة المدنية" تستهدف تنمية الموارد البشرية لبيئة عمل جاذبة
  • خمسة أشهر متواصلة من التدريب على المهارات والاطلاع على التجارب الملهمة

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية - أسعد اليعقوبي

 

رعى معالي درويش بن إسماعيل بن علي البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية، أمس، النسخة الثالثة من حفل تكريم الكفاءات الحكومية، والذي نظمته وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة وشركة كفاءة لتنمية الموارد البشرية.

وقال معاليه إنَّ البرنامج يهدف إلى تحسين بيئة العمل الحكومي وتعزيز قدرات القيادات الإدارية في تبسيط الإجراءات وسرعة اتخاذ القرار وابتكار الحلول لمُعالجة المشكلات، إضافة إلى تعزيز قيمة الإطلاع على الممارسات العالمية في الإدارة الحكومية، مؤكداً أن الجهاز الإداري يزخر بالكفاءات العمانية المتميزة ذات المستقبل الواعد.

وفي مستهل الحفل ألقى سعادة السيد سالم بن مسلم بن علي البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري كلمة قال فيها: تمَّ تنفيذ برنامج الكفاءات الحكومية الثالث ضمن سلسة البرامج والفعاليات التدريبية التي تشرف عليها وزارة الخدمة المدنية والتي تسعى من خلالها إلى تنمية الموارد البشرية بكافة مستوياتها الوظيفية بهدف التحسين المستمر في بيئة العمل الحكومي بما يُحقق أعلى مستويات الكفاءة في الأداء والإنتاجية في وحدات الجهاز الإداري للدولة وبما يتماشى مع التوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأهمية العناية بتنمية مواردنا البشرية التي هي أفضل فرص الاستثمار المستقبلي.

وأكد البوسعيدي في كلمته أنّ الاهتمام بالكفاءات الإدارية يعد هدفاً إستراتيجيا لكافة الدول وفي كافة المجالات لما يشهده العالم من تغير متسارع أكثر من أي وقت مضى بسبب ثورة الابتكار والبيانات وما يعرف بالطفرة الصناعية الرابعة المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي وتطورات العولمة والاقتصاد والتغييرات المجتمعية والتي أفرزت تحديات عديدة وفرضت واقعاً لابد من التعامل معه والتنبؤ به وكشفت عن  مسؤوليات وأدوار مختلفة لابد من توافرها لدى المشاركين في صنع القرار، مبيناً أن وزارة الخدمة المدنية تسعى إلى المشاركة لإنجاح رؤية عمان 2040م، والتي تعتبـر التنمية البشرية أحد المحاور الرئيسية عبر المساهمة في صناعة رأس المال البشري العماني.

ونوه سعادته إلى حرص وزارة الخدمة المدنية بالتَّعاون مع معهد الإدارة العامة وشركة كفاءة للموارد البشرية على تصميم محتوى برنامج الكفاءات الحكومية الثالث بشكل يُلامس طبيعة التحديات والمتغيرات التي نعيشها وحجم وتعدد مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتق المشاركين فيه وهو مبني على تطوير الذات والتشاركية والحوار والمبادرة والإبداع والابتكار والمشاريع المشتركة وذلك من خلال اتباع أساليب تدريبية جديدة ومتنوعة ومنهجيات مُختلفة كالتعليم التنفيذي والمشاريع العلمية والمحاضرات وورش العمل المتخصصة ولقاءات مع شخصيات قيادية والزيارات الميدانية لمؤسسات القطاع الخاص لتبادل الخبرات والتجارب وقراءة ملخصات لبعض الكتب التي تعنى بالتطوير القيادي والمعرفي والشخصي.

 

مبادئ القيادة والتطوير

وأضاف البوسعيدي أنَّ النجاح الذي حظي به برنامجا الكفاءات الحكومية الأول والثاني والإقبال الكبير من وحدات الخدمة المدنية على المشاركة والاستفادة الكبيرة التي تحققت من مخرجات البرنامج نتيجة لكونه يركز على مبادئ القيادة والتطوير والتغيير وعلى مواكبة التطورات الحديثة ومستجدات الثورة الصناعية الرابعة في عالم الإدارة والأعمال، مبيناً أن تنظيم برنامج الكفاءات الحكومية الثالث والذي بلغ فيه عدد المشاركين 48 مشاركاً ومشاركة من شاغلي وظائف الإدارة العليا ومن في حكمهم من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة المدنية والأمنية والعسكرية وكذلك القطاع الخاص  هدف إلى تعزيز كفاءة المشاركين وخلق منظومة عمل وتعاون فيما بينهم وإكسابهم المعارف اللازمة وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتمكينهم من التعامل مع التحديات المعاصرة التي تواجه القطاع الحكومي وتحقيق مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأشار البوسعيدي إلى تركيز برنامج الكفاءات الحكومية الثالث على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في فهم القطاع الحكومي في القرن الواحد والعشرين عبر فهم التطورات في نطاق إدارة المؤسسات الحكومية ودراسة أفضل الممارسات العالمية في تحويل القطاع الحكومي إلى قطاع فعَّال ومتجاوب يركز على الاستخدام الأمثل لمصادره. والمعرفة العلمية من خلال اكتساب الخبرة العملية والمعرفة النظرية وهو مزيج بين التمارين العملية ودراسة الحالات والزيارات الميدانية والمشاريع. ومهارات القيادة الشخصية الفعالة من خلال إشراك الجهات المعنية وأصحاب الشأن من أجل قيادة التغيير بطريقة إيجابية وكذلك قيادة وتطوير الأفراد من أجل تطوير الأداء وقيادة العمل بشكل متعاون عبر فرق متنوعة ضمن بيئة حيوية ومُحفزة وسريعة النمو.

وأكد سعادته في ختام فعاليات برنامج الكفاءات الحكومية الثالث والذي استمر خمسة أشهر متواصلة من التعليم والتدريب على استفادة المشاركين وتعلمهم العديد من المهارات والمعارف، واطلاعهم على تجارب وأفكار مختلفة، واكتسابهم خبرات تدريبية متنوعة، مشيراً إلى أن المشاركين أصبحوا جاهزين لتولي زمام المبادرة والمسؤولية، طالباً منهم أن ينقلوا ما تعلموه في بيئات عملهم وأن يساهموا في إحداث التغييرات الإيجابية ونشر ثقافة الابتكار والتميز في الأداء لتحقيق التطوير المنشود والاستفادة من أدوات العصر وتقنياته المتجددة في الارتقاء بمستوى الأداء الفردي والمؤسسي والتعامل مع التحديات والمُتغيرات بطرق وأساليب مبتكرة وأفكار إبداعية لتحقيق أفضل النتائج.

 

وتوجَّه البوسعيدي بالشكر الجزيل إلى معالي درويش بن إسماعيل البلوشي المُوقر الوزير المسؤول عن الشؤون المالية على رعايته لحفل ختام فعاليات برنامج الكفاءات الحكومية الثالث، وأصحاب المعالي والسعادة والحضور على مشاركتهم في حفل الختام، كما تقدم بالشكر إلى وزارة النفط والغاز على دعمها المستمر لهذا البرنامج والشكر موصول للجهات الراعية وهي كل من شركة عمران، الشركة العمانية للاتصالات عمانتل،  البنك الوطني العماني، شركة المطاحن العمانية، بريد عمان، الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، الموج، ولكل من عمل وساهم في إنجاح هذا الحدث، متنمياً للمشاركين دوام التميز والنجاح، سائلاً الله العلي القدير أن يوفق الجميع لكل ما فيه خير وتقدم وازدهار الـوطن الغالي تحت القيـادة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابـوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

 

ترسيخ الأداء المؤسسي

 

وألقى المهندس عامر بن مصطفى الرئيس التنفيذي لشركة كفاءة للموارد البشرية المنفذة للبرنامج كلمة قال فيها: إنَّ اختتام البرنامج يأتي تتويجًا للجهود التي بُذلت على مدى الأشهر الخمسة الماضية في رحلة العلم والمعرفة التي تضمنت سلسلة من الفعاليات، تنوعت بين الاطلاع على أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية في مجال تطوير الأداء المؤسسي والتطبيق العلمي لهذه التجارب والممارسات في واقع العمل. وأضاف أنَّ هذا البرنامج يُشكل نقلة نوعية في الجهود المبذولة لتطوير وتنمية القيادات الإدارية في الجهاز الحكومي لأنه ينطلق في أهدافه من النظرة الشمولية للمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها عالمنا المعاصر، كما يُواكب الأحداث المحلية والإقليمية والدولية التي تشهدها منطقتنا والعالم.

 

تجربة فريدة للمشاركين

وقدَّم عبدالله بن سالم الحجري المدير العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية بوزارة السياحة كلمة المشاركين في البرنامج قال فيها: إن العزم الجازم والإصرار الحازم الذي أبداه زملائي خريجو البرنامج كان دافقاً بالخير والنماء، زارعاً للخصب والرخاء، مبشراً بغد أسعد وأمجد للمؤسسات التي ننتسب إليها بالقطاعين العام والخاص، وإن الرحلة العلمية والعملية التي عشناها في رحاب برنامج الكفاءات الحكومية خلال الأشهر الماضية كانت تجربة فريدة لنا كمسؤولين في القطاعين العام والخاص تستحق كل الثناء والتقدير، فيكفي شرفاً أن يأتي البرنامج مرتكزاً على الفكر السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- حيث أشار جلالته -حفظه الله- إلى أن الأمم لا تبنى إلا بسواعد أهلها وأن رقيها في مدارج الحضارة والتقدم لا يتم إلا عن طريق العلم والخبرة والتدريب والتأهيل، وليس بخافٍ أنَّ الثروة الحقيقية لأية أمة إنما تتمثل في مواردها البشرية القادرة على دفع عجلة التطور إلى الأمام في جميع مجالات الحياة وبما يحقق آمالها ويوفد جذوة الطموح المتجدد فيها، وصولاً إلى ما ننشده من عزة وكرامة ومجد وسؤدد، وهذا ما جسده هذا البرنامج من خلال محطاته المختلفة التي جمعت بين النظرية والتطبيق من جهة، وبين رصدها للمتغيرات المتسارعة محليا وإقليما ودوليا، من جهة أخرى، وما نحتاجه نحن في القطاعين العام والخاص من مهارات فكرية وقيادية لتواكب هذه المتغيرات والتحديات المختلفة.

المشاريع المنفذة

وخلال فعاليات ختام البرنامج تم تم استعراض (6) مشاريع منها "مشروع استثمار المعرفة في هندسة القرار" والذي يهدف لإنتاج تراكم معرفي يقوم على توظيف الرصيد الكامل من المعرفة في المؤسسات من القطاعين للاستفادة منهما في تحقيق الأهداف الاستراتيجية من خلال منظومة تتبنى فكر تحليل البيانات الضخمة والذكاء الصناعي في تمكين دعم صناعة القرار، ومشروع "تأثير العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث" الذي يبحث في أهم العوامل الاجتماعية المؤدية إلى جنوح الأحداث ووضع الحلول المناسبة للحد من انتشارها، بالإضافة إلى مشروع "مشروع معوقات التنمية الاقتصادية في محافظة مسندم" والذي يركز على تنمية المقومات السياحية في محافظة مسندم وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية في المحافظة، إلى جانب مشروع "تحسين مستوى اندماج ذوي الإعاقة في المجتمع" وهو مشروع يتناول دراسة تحسين مستوى اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع بمجال الرياضة، كما تم استعراض مشروع "التقليل من معدلات الإصابة بمرض السكري في محافظة البريمي" والذي هدف إلى التعرف على أسباب زيادة نسبة المصابين بمرض السكري بمحافظة البريمي عن باقي محافظات السلطنة حيث بلغت النسبة 7% من إجمالي عدد السكان في حين أن متوسط نسبة المصابين بمرض السكري في عُمان يبلغ 5% من إجمالي عدد السكان.

 

تنمية المهارات القيادية

وقال سالم بن علي الحديدي المدير العام المساعد بشؤون المالية بالادعاء العام أحد المشاركين في البرنامج: "كانت الاستفادة كبيرة جداً من هذا البرنامج، من خلال اللقاءات مع القادة وبالتالي التعرف على المراحل التي وصلوا إليها ومروا بها" مضيفاً: "تعرفنا على كيفية تطوير الأداء المؤسسي للمؤسسات التي قمنا بزيارتها وقمنا بتبني ستة مشاريع خلال فترة البرنامج، بالإضافة إلى إعداد مشاريع سترى النور قريبًا، وبعضها جارٍ العمل بها بما ينسجم مع رؤية السلطنة 2040."

وقال عبد العزيز بن أحمد الجهضمي مدير العلاقات العامة بشركة الموج مسقط، "كانت مشاركتنا في البرنامج من خلال نسخته الثالثة تجربة مثرية، وأسهم البرنامج في صقل مهاراتنا الإدارية والقيادية، وإثراء المعرفة العلمية في مجال التخطيط الإستراتيجي"، وحول التحديات، أكد الجهضمي أن ضيق وقت البرنامج مثّل إحدى الصعوبات كونه مكثفا لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى العمل تحت الضغط، مشيراً إلى استفادتهم من البرنامج في إتقان فن التعامل مع الظروف، وسعيهم إلى إنزال ما تعلموه إلى واقع العمل.

وأشار فوزي بن سليمان الهنائي مدير عام بلدية مسقط بقريات إلى أنَّ البرنامج تميز بمحاكاته للجهات المدنية الحكومية وبعض الجهات الخاصة عوضاً عن التناغم بين المشاركين في البرنامج، بالإضافة إلى تذليل كل الصعوبات من خلال إعداده بعناية كافية، وتزويده بالمعرفة والتدريب سواء من داخل السلطنة أو خارجها، مؤكدا أن طول فترة البرنامج يعد إحدى الصعوبات التي كان من الممكن تفاديها واقتصار مدة البرنامج على شهر فقط، وأن الخطط بعد الانتهاء من هذا البرنامج هي تفعيل كل ما اكتسبناه وتعلمناه في هذا البرنامج من مهارات على المستوى الذاتي أو المؤسسي على حد سواء.حد أعضاء إدارة شركة الموج مسقطأحد

وحول تعزيز المستوى الأكاديمي والعملي قالت فاطمة بنت عمر الحكماني مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة النفط والغاز إنَّ البرنامج كان فرصة لتعزيز هذا المستوى، مشيرة إلى إسهام البرنامج في تحسين مهاراتهم وقدراتهم كمديري عموم خاصة في مجال التخطيط الإستراتيجي وكيفية إدارة البرامج. مؤكدة أن التواصل مع المشاركين من جهات مختلفة خلال فترة البرنامج يعتبر ناحية إيجابية حيث تتلاقح الأفكار لتعزز من كفاءة العمل في الجهات الحكومية والخاصة.

 

 

المرهون: البرنامج يواكب أحدث التطورات العالمية في علم الإدارة

 

قال معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية على هامش حفل تكريم المشاركين في برنامج الكفاءات الحكومية، النسخة الثالثة، إنَّ البرنامج يعزز قدرات المشاركين من القطاعين الحكومي والخاص، حيث صمم وفق أفضل المعايير العالمية في تطوير القدرات الإدارية والتحسين المُستمر في بيئة العمل للقطاعين، للمساهمة في تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في أداء العمل والإنتاجية في وحدات الجهاز الإداري للدولة ومؤسسات القطاع الخاص.

  وأشار معاليه إلى أن تعزيز أداء الوحدات الحكومية وقدرات العاملين فيها هدف؛ تحرص الحكومة على تحقيقه، خاصة وأنَّ التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - دائمة التأكيد على أهمية تنمية الموارد البشرية، وما هذا البرنامج إلا دليل على هذا التوجه المستمر بإذن الله تعالى. وفي هذا الإطار، ومن خلال النسختين الماضيتين والنسخة الحالية ساهم البرنامج في تقوية العلاقات الوظيفية بين المشاركين مما ساهم في سرعة إنجاز الأعمال وزيادة الإنتاجية.

  وأوضح معاليه أنَّ البرنامج يواكب أحدث التطورات العالمية في عالم الإدارة وهو بنسخه الثلاث، كانت له إضافات جديدة وأفكار تطويرية وذلك من خلال أوراق عمل مثرية قدمها نخبة من المتخصصين، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية لمؤسسات رائدة.

  وثمَّن معاليه تعاون القطاع الخاص بدعم البرنامج النوعي والحرص على المشاركة في فعالياته

   وعبَّر معاليه عن تقديره لحرص الجهات الحكومية على المشاركة في البرنامج وكذلك كبريات مؤسسات القطاع الخاص، موجهاً الشكر للقائمين على تنفيذ البرنامج، والتهنئة لكافة المشاركين على إنهائهم هذا البرنامج وحرصهم على الاستفادة من مكوناته.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك