غَنِيٌّ بكَ ما دُمْتَ وَاصِلِي


د. صالح الفهدي | سطنة عمان

بمِلءِ فؤادي إِن ْرَجَوْتُ نَوائِلي
وقَدْ نَفَدَتْ مِنِّي جميعُ وسائلي
//
دَعَوْتُكَ يا رَبَّاهُ، مَنْ لِي أُسِرُّهُ
بمكنونِ قلبي، يا عليمَ دواخلي؟
//
ومَنْ ذَا يجُيبُ الْعَبْدَ، يَفتَحُ بابَهُ
فَيُوْسِعُ لِلْمَكْروبِ كُلَّ الْمَدَاخِلِ؟
//
سِواكَ إِلهي تُسْعِفُ الْقلبَ بالنَّدى
وتَنْسِفُ ثِقـْـلاً مِنْ شقيِّ الْحَمَائلِ

فَإِنْ يَكُ قلبي ضائِقاً في هُمُومِهِ
تَدَاعَى عليـــهِ كُلُّ رامٍ ونابلِ
//
جَأَرْتُ بأذْكَارِ الدُّعاءِ لِخالِقٍ
يُجِيرُ الَّذي يدعوهُ وَقْعَ النَّوازِلِ
//
وأيُّ طريقٍ أقتفيهِ يَجُرُّني
لِضِيقٍ، ولِي في اللهِ طِيبُ الْمَنازِلِ؟
//
دَعَاني لِدَعْواهُ، وقَرَّبَ سَمْعَهُ
فَمَا قَطُّ يُقْصِي راجياً أيَّ حائلِ
//
أُجِلُّ حياءَ النَّفسِ في طِلْبِ حاجةٍ
لغيرِ إلهٍ مُوسِعِ الْفَضْلِ، عادلِ
//
فإنْ جادَ فَهْوَ الْجُودُ في الْأَصلِ والنَّدَى
وإِنْ لَمْ، فَفِي الْعُقْبَى عَطَاءٌ لِسَائِلِ
//
لَعَمْرِيَ ما أَذْلَلْتُ نَفْسِيَ طَارِقاً
سِوَى بابِهِ، أَنْعِمْ بأكرَمِ نائِلِ
//
كأنِّيْ بنفسي في جوادٍ مُطَهَّمٍ
أَبِيٍّ، شكيمٍ، مِنْ أثيلِ الْأصائلِ
//
أنا الفارِسُ الْمِغْوَارُ لا هَانَ عِرْضُهُ
عَتِيَّ قَنــــــاةٍ مِنْ سُــــراةِ الْقبائِلِ
//
كَأَشْوَسَ، صَمصامٍ إلى النَّجمِ ناظرٌ
فَمَا قَطُّ يُغـــْوَى في متاهِ الْمَجاهِلِ
//
عزيزٌ على نفسيْ الشَّريفةِ مَوْضِعاً
تَذلُّ بِهِ مِنْ صـَـــــاغِرٍ ومُخَاتِلِ
//
زهُدْتُ بمُلْكِ النَّاسِ حتَّى رأيْتَني
 غَنِيّاً بكَ اللَّهُمَّ ما دُمْتَ وَاصِلِي

 

تعليق عبر الفيس بوك