وسادةِ الصمت


محمود عادل لبد |فلسطين
قبلَ أنْ يهطلَ الظلامُ في ساعاتِ النضوجِ الأخيرةِ, تسلقتُ عريَ الشوارعِ ببكاءِ شغفِ السحابة... عدتُ أشهقُ أنفاسَ الليلِ . قذفتُ آخرَ زجاجةِ عدمٍ ارتويتُ بوجنتيها... أشعلتُ سريرَ المساءِ بجرعةِ ثوبٍ...عويتُ كذئبٍ أبحثُ عن فريسةٍ لتصبحَ ضحيتي الأولى... ظللتُ أتأرجحُ بسيقانِ الهاويةِ أخشى السقوطَ من غيبوبتي فأستوي بقاعِ النعاسِ, وأجفُّ كأوراقِ الخريفِ, ثم أعودُ آخرَ الربيعِ فتقطفني العازبات، وتأخذُ كلٌّ منهن جزءاً مني فأتلاشى مشتعلاً بقبلةٍ مثلجةٍ... تابعتُ سيري مطأطأ الخيباتِ.... ألتقطُ أنينَ حباتِ الحزنِ، حتى أمستْ غائمةً على وشكِ الانتهاءِ من مخاضِها الأخيرِ... فالصراعُ وجعُ التحدي كغيابِ شمسِ قبلَ الشروقِ... وتابعتُ انكساري بلا هدىً... وتخطيتُ جوارحَ الطرقِ فوقَ أحلامِ النبيذِ.... فأول ما رطمتُه كانَ دمي.... وفي المقهى, و بنكايةِ عاصفةِ أرهقتني، تدللتُ على النادلاتِ الساحراتِ أنْ أراقصهنَّ. فقدمتْ لي احداهُنَّ قارورةَ العشقِ بمنديلِها الأبيضِ فتناولتُها معَ بضعِ لحظاتِ من خيباتي وليلتي الحمراءِ النازحةِ, وعدتُ مسرعاً مستنجداً لا أجيدُ التصديَ لصعقاتِ فزعي... هامستُ قدري: هل أنجوَ ببعضٍ من الهربِ؟؟ أم ستدعني أداعبُ الرقصَ وحدي؟! فأعَدْ لي ما استحوذتَ من ليلتي الهاربةِ قبلةً ومنديلاً .... لكني بتُّ اتأرجحُ كلما علتْ أصواتُ الحزنِ, وأتمايلُ منكسراً؛ فُكظمت هيبتي على وسادةِ الصمت وشعرت بانحطاطٍ أزليّ .. لقد انحنيتُ جاثياً ومحطماً كقدري الجريحِ منهمرَ النزيف....!!!!!!

 

تعليق عبر الفيس بوك