عبث الأمنيات


سميرة بن نصر | تونس

هناك التقينا ... وهنا لم نلتق .......هناك كانت الامنيات تعبث بيدي.... تسرح على معلقات الجدار... تشطب وجوها جف عنها  
الطين
شققتها براثن الغبار

// هناك كنا ..
نسكب الالوان نزفا أخضر  ... .....
 ...
لا لم تكن يدي ... بل كانت الامنيات تعبث بي

كان  الخيال  جبارا عنيدا يقتحم ما أضمره المتوقَّع
يسطو على يدي
يجرها على  المسافات ، على المساحات.. تسري وتسري
بجنون الريح .. بذهول الصمت
// أيا قلم  ... تجري ثم  تجري .. تحـــــــت الطوفان .. فوق  غليان الماء..
أيا قلما
 يأتي على كل الصور والمفردات ..
يشجها نصفين  يلمع الايمن  ويمحو الايسر بارتكاس الرماد حول تدرجاته الضــــوئية .. لتغوص  بضلعي الايسر // أيا قلم بوحك الزجاجي يخدشني .. يعتصرني ..
/// أيا قلبُ  احفظ  تعاويذك  بعيدا عن ظهرك فلا تغتصب منك
يالإشفاقي عليك
يالإشفاقي على يدي
أخرجها بيضاء من دون سوء
مسلمة لا شية فيها
بيضاء قبل الخطيئة
قبل تعرّق الخطوط  والجذوع
قبل  اشتباكها وتنافرها
قبل انشقاق الحزن عن الفرح
هناك التقينا ///
خارج حدود المسافات خارج الريح والهذيان
في خفقة فراغ بين مضغتيْ وقت
/// هنا لم نلتق
هنا لن نلتقي
 اسماؤنا تتأرجح  على حبل غسيل
دونه الريح  والعويل
قف تناثرت الاسماء
لا اسم لي
لا اسم لك
....
الحبل يؤرجحه الجنون
يكاد يسقط في الامس
الامس في غياهب الوقت والتراب
يضمر سكونا مهيبا
للراسخين في الموت
للذين تربو بهم الارض
خميرة الطين
ينبتون نسل النيات   لتأبين المدى  بعد انحسار الانفاس
// هناك انجذبنا وانجرفنا وتعرت من خطانا الارض

هناك أخرج من جرحي بكامل  قواي
وافتح بابا على لوحة على جدار  علا مخيلتي
داخل اللوحة  أفياء ومفازات وقصور
قيس وليلى ،، طوفان عشق وحبور
هناك التقينا ونلتقي  الى اكتمال وحدتي

 

تعليق عبر الفيس بوك