خداج


أبو نبراس البوصافي | مسقط

قلوبُ العاشقينَ لَها سِراجُ
وإنۡ صغُرَتۡ فحُبٌّ وابۡتهاجُ

إِذا يوۡمًا رأيۡتَ عيونَ ناسٍ
تُضيءُ فإنَّهمۡ في العِشۡقُ ماجُوا

رياحُ العِشۡقِ لا تفۡنى ولَكنۡ
تجُسُّ النبۡضَ هلۡ فيهِ انۡبلاجُ

كَضوۡءِ الشَّمۡسِ أرۡسَلهَا إِلٰهي
وقلبِي المُسۡتهامُ لها الخَراجُ

فهلۡ عيۡبٌ عليۡنا إنۡ عَشِقۡنا
وكنَّا في مَراكبَ لوۡ زُجاجُ

وهلۡ عيۡبٌ إذا انۡكشَفتۡ خُطَانا
وعنۡدَ الخِلِّ يُكۡتَشفُ العِلاجُ

كتابُ القلۡبِ مفتوحٌ دَواماً
وأوۡراقُ الحَبيبِ بهِ سِراجُ

إِذا ما قيلَ سجۡنُ الوجۡدِ آتٍ
هرَعۡتُ ولوۡ علَا منۡهُ السِّياجُ

ولوۡ ذقۡتُ المَهالكَ جُلَّ عمۡري
ودرۡبي بطۡنُها قعۡرٌ لجَاجُ

سلُوا قيۡسًا وليۡلى عنۡ حياةٍ
أكانتۡ كلَّها ماسٌ وَ عاجُ

فبُوصَلةُ المحِبِّ لها شراعٌ
وسهۡمُ شِمالها يعلوهُ تاجُ

صبورٌ في اجتلادِ الذَّاتِ إنِّي
وعنۡدَ الجِدِّ لا يحلُو المِزاجُ

وخلۡفَ ضلوعِ صدۡري وهۡجُ نارٍ
إذا مَا أُضۡرِمتۡ كثُرَ العَجاجُ

ومَنۡ عاشَ الحياةَ بِلا حبيبٍ
فكلُّ سناءِ بسۡمَتِهِ خَداجُ

وكلُّ أساورِ الخۡسرانِ فيهِ
مُكبَّلةٌ يَداهُ لها اعۡوِجاجُ

سلامٌ يسۡكُبُ الأبۡياتَ شعرًا
على مرۡأى العيونِ لهُ انۡثِجاجُ

 

تعليق عبر الفيس بوك