خطاب تقاعديّ لِلاإحداهنّ


مريم جنجلو | لبنان

أتدلّى كَقردٍ من الأريكةِ على البلاطِ
أُتلِفُ أوراق محاضرةٍ ثقافيّةٍ كنتُ قد أعددْتُها
حولَ الرّتابةِ التي كانت ستلفُّ موسيقى الحُجرةِ
لَوْلا شهقةٍ مُباغِتةٍ يُطلِقُها الكونترباص
حينَ تعصِرُه بين فخذَيْها امرأة
الكراسي مكتظّةُ بي عن آخرِها
وَأنا وأنا وأنا واقفون، نتدافعُ، ندخِّنُ، نُثرثرُ
بانتظارِ أن يَشغَرَ منّا مقعدٌ واحدُ
أعتلي فوهةَ فنجانٍ مَتروكٍ بلا صَحنٍ
فأرانا وأتلعثمُ
أعطِسُ في أذُنِ غريبٍ فيمسَحُني عن خدِّهِ
سائلًا لزجًا خلَّفَتهُ قبلةُ مُجامَلةٍ
ينفِضُني عن كتفِهِ مثلَ قِشرةٍ أو بعوضةِ
لا أجدُ شيئًا لأقولَهُ وننسحبُ بِنَفَسٍ واحدٍ
أتكوّرُ على نفسي مثلَ حزمةِ غبارٍ
ودفعةً واحدةً
أنهضُ مُسرعةً إلى العمل.

 

تعليق عبر الفيس بوك