مِعْرَاجُ الهَوَى


سميرة الزغرودي | تونس

أَشْعَلْتُ مِنْ وَهَجِ الأَشْوَاقِ قِنْدِيلاَ
حَتَّى غَدَا القَلْبُ بِالأَحْبَابِ مَشْغُولاَ
//
أَثْمَلْتُ خِلِّي بِكَأْسِ فِي الهَوَى وَلَهُ
نَضَّدْتُ مِنْ رَوْضَة الخَدَّيْنِ إِكْلِيلاَ
//
أَخْبَرْتُهُ عَنْ غَرَامٍ بِالفُؤَادِ بَدَا
يَنْمُو وَيَسْجَعُ بِالأَعْمَاقِ تَرْتِيلاَ
//
يَنْسَابُ بَيْنَ دِمَاءِ النَّبْضِ فِي شَغَفِِ
خَيْطًا مِنَ الشِّعْرِ بِالشِّرْيَانِ مَغْزُولاَ
//
وَالرُّوحُ نَشْوَى وَبِالنَّايَاتِ كَمْ عَزَفَتْ
تَشْدُو لَهُ فِي مُنَاجَاتِي المَوَاوِيلاَ
//
أَمْطَرْتُهُ بِسِهَامِ السِّحْرِ مِنْ هُدُبِي
تَالله مِن ضَحِكَاتِي صَارَ مَخْبُولاَ
//
بِالأَمْسِ كَانَ بِدُونِ القَيْدِ فِي عَبَثٍ
وَاليَوْمَ صَارَ أَسِيرَ الحُبِّ مَقْتُولاَ
//
أَصْبُو لِعَنَّابِ شَقٍّ عِنْدَ فُسْتُقِهِ
فَأَرْتَوِي مِنْ رِضَابِ الشَّهْدِ تَقْبِيلاَ
//
يَاوَيْلَ رُوحِي غَدَتْ فِي الأُسَرِ وَاقِعَةً
تَأْبَى لِفَارِسِ هَذَا العِشْقِ تَبْدِيلاَ
//
طُوبَى لِرُوحِي وَقَدْ بَاتَتْ مُتَيَّمَةً
مِنْ سِدْرَةِ البَوْحِ قَدْ صَاغَتْ أَكَالِيلاَ
//
لاَحَ السَّنَا مِنْ مَرَايَا الوَجْهِ فِي وَلَهٍ
لاَشَيْءَ غَيْرَ الهَوَى يُعْتَدُّ تَأْوِيلاَ
//
لقَّنْتُهُ مِنْ تَمَاسِ العِشْقِ فِي شَبَقٍ
فِي سَمْتِ مِحْرَابِهِ صُغْتَ التَّرَاتِيلاَ
//
حَصَّنْتُهُ رُقْيَةً مِنْ كُلِّ ذِي حَسَدٍ
مَا هَمَّنِي فِي حَبِيبِ القَلْبِ مَا قِيلاَ
//
وَلِهَانَةٌ أَلْثُمُ الأَشْوَاقَ فِي لَهَفِِ
هَلْ كَانَ ذَا الحُبِّ فِي الجِينَاتِ مَجْبُولاَ؟
//
يَاسَاكِبَ العِشْقِ فِي شَلاَّلِ أَوْرِدَتِي
صِدْقُ المَشَاعِرِ لاَ يَحْتَاجُ تَعْلِيلاَ
//
يَادَافِقَ النُّورِ فِي جَوْفِ الفُؤَادِ أَلاَ
فَاعْرُجْ لأَِجْلِكَ أَوْقَدْتُ القَنَادِيلاَ
//
يَا وَاهِبَ القَلْبِ مَعْنًى لِلْوُجُودِ أَلاَ
فَانْهَضْ وَحَلِّقْ بِنَا كَيْ نَسْبِقَ الجِيلاَ
//
هَبَّتْ إِلَيْكَ قَوَافِي العِشْقِ تَسْبِقُنِي
تُقِيم مِن شَدْوِ أَشْعَارِي التَّهَالِيلاَ
//
قَدْ صُغْتُ مِنْ لُغَةِ العُشَّاقِ قَافِيَةً
تَرَاقَصَتْ فِي الهَوَى شَدْوََا وَتَرْتِيلاَ
//
مِن أَحْرُفِي يَتَهَاوَى التِّبْرُ مُنْتَشِرَا
يَغْزُو مَعَارِيجَ كُلِّ الشِّعْرِ مَثْمُولاَ

 

تعليق عبر الفيس بوك