عذرًا أستاذي*


د. محمد ناصر بوحجام | الجزائر


عَنْ مُلْتَقَى  الدّكتور   كَان   غِيابِي
هَلْ يُشفعُ  لي، أمْ   يَطولُ  حِساِبي
//
إِنْ جِئْتُ  بِالعُذْرِ  الصّريحِ، يَقينِي
مِنْ جَـمْعِ   أَهْلينَا  شَديدَ   عِتابِ
//
لي  مَوْعِدٌ   في   مَسْقِط   لِعِـــلَاجِ
رِجْلِي،  وَمَوْعدُ  مُلتَقًى،   أَحْبابِي
//
العُذرُ  عِنْدَ   كَريــمِ  نَفْسٍ  مَوْضعٌ
لِرٍضًى،  يَنَالُ   بهِ  عَظيمَ   ثوَابِ
//
مَا  غابَ عنّي  قدرُ أُسْتَاذي، لسْـــ
ـتُ أَنَا  ضَنينًا    أَنْ  أَفِي  بِنِصَابِي
//
رَدًّا   لفَضْلٍ خَصَّني  بهِ:    نُصْحًا
وَرِعايَـــةً،    وَدَمَــــــــاثَةَ   آدابِ
//
فمحمَّدٌ  نِبْرَاسُ  دَرْبي  في  مِضْــ
ــمارِ العُلُومِ  وَفي   ذُرَى   الآدَابِ
//
هُوَ  قُدْوَتِي   وَمَنَارتي،   مَنْ   شَدَّ
أَزْرِي،  بِفَتْحِ البَابِ دُونَ  حِجاب
//
لِـمآرِبِـي    وَمَطالـبيِ،   فَعَـلَاقَتِي  
صافٍ مداهَا،  مِنْ نَــمِيرِ   شَرابِ
//
لَكِنْ   ظُــرُوفٌ    تَسْتَبِدُّ    مِرَارًا
تَــجْثُو، وإنْ   قاوَمْتَهَــــا  بِغِلابِ
//
أُسْتَاذُنَا  عَلَمٌ   كَبِيـــرٌ،  حَـــــــاز
سَبْقًا مَدَى عُمْرٍ، مَضَى في الدَّابِ
//
الشِّعْـرُ فِيهِ  إمَامُ  فَنِّه ،خُـــــذْ من
مَنْثُورهِ   قَبَسَاتِ  فَصْلِ  خِطابِ
//
النّقْدُ  مَعْلمُ  نَهْجِهِ،  والإِبْــــــدَا
عُ سَبيلُ  دَأْبِهِ، في  كَذَا أَبْوابِ
//
لَا  تَـغْفَلِ  الـمَأْثُورَ  مِنْ   تَأْلِيفِــهِ
هُوَ مُــكْثِرٌ  مُتَتَابِـــعُ  الإنْــجَـابِ
//
مُتنَوِّعٌ   إصْدَارُهُ:  عَـدَدًا،  فَنْــــ
ـنًا، مَنْهَجًا،  يَسْبِي ذَوِي الألْبَابِ
//
وَمَجَالسُ الذّكْرِ اـمُبين بِـها نَـجْــ
ـمٌ؛   قُوَّةً   وبَراعَةَ   إِعْـــرَابِ
//
وَتُرَاثنا، مَا ضَنَّ  عَنْه ُ  بِجُهـدٍ
فقَدِ  استفادَ  بِوَقْتِهِ   بنصَـــاب
//
في كُلِّ   رُكْنٍ  لَا  يُغَـادرُ   فِعْلاً
هُوَ  رَائـــدٌ،  وَمُصَاحِبٌ لِسَحَابِ  
//
أَنّى  يَسيرُ،  خَراجُه النّامي  يَــأْ
تِي مُثْقَلاً، يُغْرِي   لِمَلءِ جِرَابِ
//
أَأَكُونُ مُـجْحِفَ فَضْل ِمَنْ أَسْدَى لي
خَيْرًا   كَثيرًا  مِنْ   نَفيسِ   لُبَـــابِ
//
هَلْ  أُحْسَبُ الـــــجاحدَ  إذِ   كُنْــــ
تُ الغَائِبَ الـمَحْرُوم  يَا  أصْحابِي
//
أَنْتَ  الرَّحِيمُ   مُعَلّمِي،  فَرَجَاؤُنَــا
صَفْحًا ،  لَكُمْ  وَعْدٌ  بِـخَيْرِ ثَوابِ
...............
*هامش:
أقيم ملتقى لأستاذنا الدّكتور محمد بن صالح ناصر عن أعماله الأدبيّة  والنّقديّة، لم اتمكّن من حضوره، لأنّي كنت في سلطنة عمان، فكتبت هذه الأبيات معتذرا له عن الغياب.

 

تعليق عبر الفيس بوك