حراس الخراب


علاء الدين حسين | سوريا

آلة الألم إنفجرت كعاصفة
أنا أسند رأسي لحجر
أنظر من ثقبين أحمرين لحفلة المدينة المسعورة و أسترق السمع بإذنين كبيرتين للصرخات الضائعة و يلامس وجهي ريح تحمل ملح دموع أمهات الربيع العربي
***
رمي الإنسان غريب على شاطئ أسود من الغموض في درب لم يطئ بعد باحثاً عن الخلود
أندس بأحشاء الظلمة رويداً رويداً مخلفا أضواء الحضارة خلفه مندفع كوميض في السماء نحو التهلكة بعينين مغلقتين و شفاه مرتعشة بإصرار على إنتصاب معبد للإله بآخر النفق الشيطاني
يقتات على لحظات الخلق الحاسمة فتهوي أقدامه مرة تلو مرة في صرير المنعطفات الهمجية ليبلغ أسفل الهرم المقلوب في الهمجية نحو الجحيم
يتنفس الجثث المتعفنة على أنها ليمون و زيزفون
يقطف الرقاب قربان لعاهرة
يستبيح النكاح من شجرات الأرض بآخر كل ليلة صيفية هادئة
ليرجمهن بحد الزنى في أوج صباح شتاء بارد
هنا لا طفولة تمارس
الأطفال يولدون إما أضاحي أو جلادين
الأيتام للنخاسة، الأرامل للخيام
غارقين بين شقاء و طين
لا رجال على هذه الأرض ترثها،
لقد أريقت أخر قطرة دم من دم الوارثين
الأيدي الممسكة بالمصاحف تمسكها بشوكة و سكين تقطع منها ما يقوتها و يمنحها هتافا و صهيل فاتحين
ليكون خلود حراس الخراب بشنق زهور الربيع
و حدهم حراس الخراب ربيعهم هذا الربيع

 

تعليق عبر الفيس بوك