بين ثائر عربي وملك الموت (مسرحية غنائية)


د. ريم سليمان الخش | باريس

ملك الموت:
ماتوا جميعا !!

الثائر:
ولم تخطء نبوءاتي!!
فليعلن الصور ميقات القيامات!!
دمي المشظى!..أنا روحٌ بلا وطنٍ
لم أتقن الحبّ لم أشبع عشيقاتي!
ملك الموت:
هل تخبر الله؟

الثائر :
أخشى أن أبوح بما
يعذب القلب...
ملك الموت:
من نقص المروءات!!

الثائر:
النار مالنار ؟ لسعٌ في ضمائرنا!!
النار موطنها كنهي!..خطيئاتي!
وأغلبُ الظنّ أن النفسَ إنْ فسدت
تضرّم اللفح من إيحائها الذاتي!!

ملك الموت:
علامَ تخشاه ؟..مانوع الجريمة ؟ ما
يُبقي انفعالك حكرا للمعاناةِ!!
أتندم الآن ؟؟...من بعد الذي!!(...) ولقد
جاء امتحانك منقوص العلامات!!
حدث لأعلمَ ماتخفي لموعده
مايوقع القلب في شِرك الندامات!!

الثائر :
كنّا عراةً وكان العشق سترتنا
وكنتُ أرعشُ طفلا في المتاهات!!
وكنتُ أقصدها كينونةً ..أفقا
به كبرتُ به كانت بداياتي!
عنقاءُ موطنها في الغيب مابرحت
تطالب النفس مابعد النهاياتِ
فرحت أعزفها قيثارة ولها
سالت حروفي واستنبطتُ نوتاتي
وقمتُ أبعثها في نطفة نطقت
حتى تبلغها أسمى الرسالات!!
ومضاءُ شعلتها من وجه من سطعوا
ليكشفوا العتم عن أعتى انحدارات!!
وكنتُ أُقرِؤها نفسي مخضبةً
برغبة الدمّ في قهر المشيئاتِ
شمّاء قامتها كالنخل شامخة
تمرٌ بسرّته كلّ الملذات
حمراءُ إنّ لها صدرا يُزلزلني
عشقا يُشاطرني نزفي ولذاتي
لكم سقانيَ مالم يُسقَ عنترةٌ
لكم تفنن في لون احتواءاتي
لكم تحمّلَ أشواقي بلا ألمٍ
جوعي مشاكستي ..ضعفي ولعناتي!!

ملك الموت :
لكنّها انتفضت مذْ خنت عالمها
مذْ صار بينكما حشدُ الولاءاتِ
علام قد تُركت في خدر مغتصبٍ!!
للتيه متعته !!دون ارتباطات!!
علام تمنح ما (...) وغدا بلا ذمم!!
هل هنتَ يا (...) أولم يخذلْك بالآتي.

الثائر :
باتت تعذبني سفحا تلازمني!
تمتص أوردتي وتريقُ لاءاتي
لم يبقَ للقلب شرْيانا لتقطعه!!
لم يبقَ للجسم أخدودا لراحاتي!!
عانيتُ عانيتُ حتى صرتُ مبتذلا !!
كانت تمتعني فوق احتمالاتي!!!
كانت تذوّبني حبا فخفت بأن
أبقى بلا جسدٍ

ملك الموت :
عته الحماقات!!

الثائر :
كانت معنّفة كالوحش تقضمني
حتى اخترقت مجرّاتٍ بآهاتي!!
أنثى مقدسة بالعشق تصهرني
حتى صبأت ولم أكمل صباباتي!!
ملك الموت:
لقد هربت إذن؟؟

الثائر :
كانت ستقتلني!!

ملك الموت:
كلّ بإمرته ...كلّ بميقاتِ !
هذا وربيَ هتكٌ في إزاركما
هذا انتحارٌ وخرقٌ للأماناتِ
العمر مالعمر إلا ومضة صُرفت
حبا ولذته مثل الخرافات!
والعشق قبضته كالنار لاسعة
لكنْ صلابته فوق الحسابات
كم سار خلف اتقاد العشق رهطكمُ
وعاد منهزما دون انتماءات!!
أن ليسَ يبلغ فحوى الكون منكسرٌ
وليس دون أذى سبر المجرات!!

الثائر :
مازلتُ أرغبها ..

ملك الموت:
تخشى غوايتها
كعابد ضلّ من فرط الدلالات!!
هذا امتحانك

الثائر :
صعبٌ مانجحتُ به !!
أنا الضعيف أنا جهلُ المجازات!!

ملك الموت:
هل تخبرُ الله؟

الثائر :
لم أحفظ أمانته ...
لم أفهم العشق..لم أُتقن قراءاتي..

 

تعليق عبر الفيس بوك