فينيسيا.. أغنية أوربا المنهكة


محمد حسني عليوة | مصر

فينيسيا.. فينيسيا..
أغنية أوربا المنهكة في أوردة المارّة  
أمل الأزقة التي فتح البراحُ شهيته لالتهامِ "سان ماركو"
لا أجيد مع مكرِ ابتسامتكِ غيرَ تمرّس الضعف والهشاشة!

الفتياتُ يرقصن على الأرصفةِ منتشيات
فقدن عذرية أحلامهن بالنظرِ إلى جدولكِ اللعوب
القواربُ التي تمارس مرحَ الصبية في السباحة
تحمل عنهن رسائلَ الحب المفخخة بالقبلاتِ.

يتداول الأطباء أمصال مرضاهم من صوتك الموسيقيّ
الموسيقى في الأطباق تؤكل بالأصابع،
الموسيقى في شقاوة العطرِ المروَّض كالنسيم
الموسيقى هي بئرك المحفوف بالسُّقاةِ
خطر الماءِ أن يُجْرحَ قلبه الرهيف بملعقةٍ أو سكّين.

لا أود اقتلاعك من منبتِ رأسي حتى مصبّ ضلوعي
قماشة "جراندي" مناسِبة لتتشرب وجعي،
وتغسل حضنيَ من سفر الحزن.

أدين بالشكر للشيطان الذي بعثكِ معصيةً
تمارسين غوايةَ الشمسِ،  
والتجاربِ التي لم تكنْ لعنةً بعد..
وكأنك تصنعين مجدًا حداثيًّا للبرابرة لنهْشِك
واحتكاكِ مناجلهم بذهبك المغشي عليه بين فخذَيْك.
 
فينيسيا.. فينيسيا..
أتدبر كفيك لأسير في ملحمةِ جموحك
فهل بوسعي السباحة دون غرق؟!
***

فينيسيا.. فينيسيا..
أنا ذائعُ الصيت في أكلِ المدينة المحلاة بالشبق
المرتصة على جانبيها أكواخُ الملح والتبغ والنساء
أنا أروعُ المصابين بلوثةِ السُّكنى في ضيافتك
"عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي.." إليكِ أنتِ
قلبي معلّقٌ كريشةٍ عبثيةِ الرؤى
ثقبتِ في كوكبهِ الدامسِ شُرفَتكِ الصغيرة
شمسَكِ الحانيةِ بالدفء
وخبزَكِ الطازجِ بالحنين
وفتوحاتِ غُنجكِ الداعرِ بالشهقات.
***

فينيسيا..  
هل تقبلين الزواج بي؟
لليلة واحدة، أمتهن حرفة الأبوة..
لليلة واحدة أقتسم معكِ لُعبَ الطفولةِ المهملة
في دواليبي السرية
أجيد تلقين ببغاءك المنحرف صياغةَ احترامي
وتمرين قطتك على تقبيل يدي، ولحس حذائي.

سأنفجر
سأنشطر
النظر إلى مؤخرتك فسقٌ مروّع
اليوم أعيد اكتشاف عُريك..
اليومَ، عُريك لافتة المصحة التي وعدوني اللجوء إليها حين أفيق
عُريك، هو تلك النوافذ المشرعة على الضياع المرافق لي
أحب ذاك الضياع؛ لأنه يسمح بانتقاء التجارب
أحب ذاك الضياع؛ لأنه فينيسيا..
التي لا تنوي اجتزاءَ وجهي من خريطتها المصممة فخًّا لاحتواءِ العالقين.

 

تعليق عبر الفيس بوك