نَصرُ اللهِ بالأَسبابِ يُرْجَى


د. صالح الفهدي | مسقط

وما ظنِّي بقومٍ أَشْغَلَتْهُمْ
تَوَافِهُ، قد تَملَّكتِ اللُّبابَا!
//
فَلَمْ يَقْضُوا بها وَطَرًا جَلِيًّا
ولَمْ يَجْنُوا بها كَسْباً مُثَابَا
//
تَوَاتَرَتِ السُّنونُ وَهُمْ نِيَامٌ
كَأَهْلِ الْكَهْفِ ما هَتَكُوا الْحِجَابَا!
//
وقامتْ حولَهُمْ أُمَمٌ فَطَالَتْ
بها عُمُدٌ، وجاوَزَتِ الصِّعابَا
//
وهُمْ في وَهْمِهِمْ خَرَصُوا فَضَلُّوا
كَأَخْرَقَ لَمْ يَحِرْ يوماً جوابَا!
//
لَهُمْ مِنْ أُمنياتٍ لا تَسَعْها
صِحَافُ الدَّهْرِ صدقاً أو كِذَابَا
//
"وما نَيْلُ الْمَطَالبِ بالتَّمنِّي
ولكنْ تُؤْخَذُ الدُّنيا غِلابَا"
//
وليسَ الْفعلُ إِنْ يَسمُو عَيَانَا
كَمِثلِ الْقَوْلِ إِنْ أَضحَى سَرابَا
//
ولَيْتَكَ تَسْمَعُ الْجُهَلاءَ مِنْهُمْ
لَكُنْتَ عَذَرْتَ مَنْ فَقَدَ الْكتابَا
 //
ولكنَّ الَّذينَ لَهُمْ قِيادٌ
لِأُمَّتِهِمْ، وما مَلَكوا الرِّكابَا!!
//
تَراهُمْ فِي اعْتِراكٍ قَدْ تمادَوْا
وتَسْمَعُ منهُمُ الْعَجَبَ الْعُجَابا!
//
تَبارَوْا في ميادينِ التَّغابِي
فَوارِسُ لَيتَهُمْ كَشفُوا الْحِجابا!
//
فقادُوا أُمَّةً نحوَ اخْتِبالٍ
وعاثوا في ضلالتِهِمْ خَرَابا!
//
ولو حَذَقُوا الْقِيادَ لَكانَ شَأْناً
لَهُمْ في الْأرضِ يُحْتَسَبُ احْتِسَابا
//
"ومَا اسْتَعْصَى على قومٍ  منالٌ  
إذا  الْإِقدامُ  كانَ  لَهُمْ   ركابَا"
//
ولكنْ آثرُوا طِيبَ التَّمنِّي
وأرضُ الْحَقِّ تُغتصَبُ اغْتِصابا
//
فكيفَ لِأُمَّةٍ تَرقَى وفيها
مِنَ الْجُهَّالِ شِيباً أو شَبابا
//
تَمخَّضَ جهلُهُمْ في كلِّ حقلٍ
تحارُ به: غَبِيّاً أَمْ تَغابَى!
//
وأَيْمُ اللهِ ما سَادتْ شعوبٌ
بجهلٍ، لَمْ تَجِدْ لِلْمَجْدِ بابَا!
//
وليسَ لنصرِهِ رجوى بظلمٍ
كأنَّ شريعةَ الرَّحمنِ غابَــا
//
وما نَفْعُ الَّذي يرجوهُ إنْ لَمْ
يَكُنْ لِلْحَقِّ ما يرجو طِلابا
//
فنَصرُ اللهِ بالأَسبابِ يُرْجَى
فَمَنْ ألْفَى الطَّريقَ فقد أصَابا

 

تعليق عبر الفيس بوك