السلطنة تودع المُعلم القدير خير سرحان بعد رحلة عطاء طويلة

 

الرؤية- وليد الخفيف

غيب الموت المعلم المخضرم الأستاذ خير سرحان "أبو سامي" بعد رحلة كفاح طويلة مضيئة بالنجاح في حقل التربية والتعليم، منذ أن قدم إلى السلطنة في عام 1956م؛ حيث كان الفقيد من أوائل المعلمين في المدرسة السعيدية بمسقط.

وأثار نبأ وفاته الحزن في قلوب جميع من التقوا به أستاذا ومربيا ومعلما، وخبيرا تربويا، تخرجت على يديه أجيال عدة، من بينهم عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال في السلطنة. وقبل سنوات أجرى الراحل مقابلة تلفزيونية سرد فيها مشوار حياته في قطاع التعليم، وقال آنذاك: "أتيت من لبنان عندما قرأت إعلانا يطلب معلمين في السلطنة، فتقدمت وأجريت المقابلة في المركز الثقافي البريطاني ببيروت، وتوجهت بعد اجتياز الاختبارات إلى مسقط عن طريق البر، لعدم وجود طائرات آنذاك. والرحلة الشاقة استغرقت أسبوعا، فمن بيروت إلى دمشق عن طريق البر، ثم إلى بغداد وصولا للبصرة ومن ميناء البصرة نمر بعدة موانئ في طريقنا للعاصمة مسقط عبر البحر.

ووصف الراحل حال التعليم في مرحلة الخمسينيات بالصعب، مشيرا إلى ان التعليم في تلك الفترة كان قاصرا على المرحلة الابتدائية فقط، وكانت المدرسة السعيدية الابتدائية تضم 6 فصول تستوعب من 320 إلى 350 طالبا، وأن الفصل كان يضم أكثر من 60 طالبا، من الصف الأول وحتى الصف السادس، ولم تكن هناك مرحلة إعدادية في السلطنة، وكان بعض الطلاب يكملون دراستهم الإعدادية والثانوية والجامعة في دول أخرى مثل الكويت.

وتابع أن المدرسة السعيدية بمسقط، كان بها خمسة معلمين غير عمانيين معظمهم من فلسطين، فضلا عن عدد من المعلمين العمانيين مثل الأساتذة أحمد سالم وعبد الله الكندي وعبد الله بن صخر العامري، وكان مدير المدرسة في تلك الفترة المربي الفاضل الأستاذ علي القاضي. لكن الراحل في المقابلة التلفزيونية امتدح جودة الخريج في تلك الفترة، لافتا إلى أنه كان بوسع المتخرج من الصف السادس أن يلتحق بالصف الثاني أو الثالث الإعدادي مباشرة في دولة أخرى، طالما حصل على الشهادة الاعدادية من المدرسة السعيدية.

واشار إلى ازدهار التعليم مع انطلاق مسيرة النهضة المباركة تزامنا مع التقدم المتسارع الذي شهدته الدولة في كافة قطاعاتها منذ ذلك الحين، بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-. وقال إنه منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم سعى إلى نشر المدارس في كل ربوع السلطنة، فضلا على التحول من الاعتماد على المنهج القطري في فترة الخمسينيات، إلى تطبيق منهج خاص بهوية عمانية خالصة.

تعليق عبر الفيس بوك