ماذا يريد رئيس نادي الشباب؟!

أحمد السلماني

أعجبتُ صراحةً بالجُرأة الإعلامية التي أثارها ولا يزال رئيس نادي الشباب، الذي يعد واحدا ممن سبروا وخبروا رياضتنا وكواليسها، خاصة كرة القدم؛ وبالتالي هو ومن في حكمه من رؤساء الأندية والشخصيات الرياضية المعروفة بالسلطنة لا بد أن تؤخذ طروحاتهم وآراؤهم وملاحظاتهم بالاعتبار، وأن تُدرس بعناية، لا أن تهمل ولا يتم الرد على خطاباته ومناشداته إلا بعد انتهاء الدوري، أو أن يتم إدراج طرحه في تجاوزات الأندية لسقف عقود اللاعبين تحت بند "الظنون والشكوك والتأويلات"، وإنه ما كان ليطرح هذه المشكلة لولا يقينه بصعوبة بقاء الشباب بدوري الأضواء والشهرة، وأنه كان مهددا بالهبوط لدوري الدرجة الأولى، وقد حدث بعد هجرة لاعبيه والذي كان مُؤلما جدا وقاسيا على بركاء ووادي المعاول، وما جاورها، بل للوسط الكروي عموما عندما نتحدَّث عن نادٍ كان قبل موسمين قريبًا جدًّا من التتويج، لولا السقوط في المتر الأخير دائما.

وعندما أتحدَّث عن الهالة الإعلامية في الطرح؛ فمن المؤكد أنَّها نابعة من "صرخة ألم" لواقع كروي متداعٍ، رغم الضوابط والأنظمة واللوائح التي عمل عليها اتحاد كرة القدم طوال السنوات الماضية لتنظيم اللعبة ومسابقاتها لتجنب مثل هذه التجاوزات التي تُؤثر بشكل مباشر على مبدأ "التنافس الشريف"، ولكن ومِمَّا يُؤسف له فإنَّني لطالما سمعت عن "مبادئ شرفية" في علاقة الأندية ببعضها، وضرورة الالتزام باللوائح والأنظمة وسقف أجور اللاعبين، لكنها كلها تذهب أدراج الرياح فور الخروج من "قاعة المجتمعين"، وتحكمها الملاءة المالية في كل نادٍ.

تأثَّر نادي الشباب كثيرا هذا الموسم بعد هجرة لاعبيه، والإغراءات التي مُنحت لهم فوق وتحت الطاولة، ومثله كثير على مستوى باقي الأندية، انتقال اللاعبين بين الأندية أمر طبيعي ويثري كرة القدم العمانية إذا كانت العقود في النور ووفق اللوائح المنظمة "لسقف عقود اللاعبين"، ولكن الضرر البالغ إنما هو في تجاوز هذه السقوف، والتي تلحق ضررا مباشرا بالأندية المعوزة وما أكثرها، ولا أجد مُبرِّرا معقولا لأن أدفع في لاعب محلي عشرات الألوف مقدم عقد إضافة لراتب عالٍ، وعندما تتابع بعض مباريات دورينا تصاب بالغثيان، وتفضحنا مشاركات أنديتنا الخارجية إلا فيما ندر، مع التقدير العظيم للكثير من الأسماء الكبيرة في كرة القدم العمانية، والتي قدمت وتقدم داخل السلطنة وخارجها.

عمل كبير ودقيق أتمنَّى أن يسبق انطلاقة الموسم المقبل من قبل اتحاد كرة القدم أولا، والضامن وزارة الشؤون الرياضية ثانيا، في البحث بعمق في المشكلة ومسبباتها ومحاولة بناء علاقة بين كافة مكونات منظومة كرة القدم بالسلطنة من أندية وفنيين ولاعبين، ولأنَّ قلمي صريح فإنني أوجِّه أصابع الاتهام بشكل مباشر أولا للأندية وثقافة الإدارات بها وهي تسعى لخطف لقب آني مهما كلف الأمر، ثم الدخول في دوامة الديون والأزمات المالية، وأيضا لشريحة واسعة من اللاعبين الذين باتوا يتحكَّمون في مصائر أندية ومباريات، محركهم في ذلك المال، وهم على كل حال معذورون في ذلك، لكنها رسالة صريحة لكل أنديتنا بلا استثناء "أسماء بعدد أصابع اليدين ممن تستحق عقود بخمسة أرقام، والبقية مع التقدير لو بحثتم في "شجع فريقك" ودوريات الفرق الأهلية لوجدتم من هو أجدر منهم" فهل من مدكر؟!!!!!