ومضات فكريّة من كتابات حاتم الطائي (62)


الواقع العربي  المُرّ:
(1)     من يدق طبول الحرب الآن ويُريدها نيرانا لا تهدأ، عدو يتربص بالشعوب العربية التي لا يُريد لها أن تلتفت إلى التقدم القائم على الإبداع والابتكار، فهناك من يسعى إلى تعميق الجهل في منطقة الشرق الأوسط واستمرار الفوضى وعدم الاستقرار.

(2)    في الوقت الذي باتت فيه مجتمعات أخرى في الغرب أو في شرق آسيا تتطور بمخرجات الثورة الصناعية الرابعة، ما زالت شعوب في منطقتنا لا تملك مسكناً تعيش تحت سقفه، وطلاب لا يجدون مدارس يتلقون فيها التعليم المناسب، أو طريقًا يسيرون عليه للوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج، وشعوب أخرى أنهكتها الحرب وتقف على شفا المجاعة والموت جوعاً!

الحرب القادمة في المنطقة "حرب إبادة":
(1)     لا أريد تصدير التشاؤم أو رسم صورة قاتمة، بل أضع رؤية واقعية لمآلات الأوضاع وتطورات الأحداث على الأرض، رؤية تدق جرس الإنذار من مغبة الانزلاق في هوة الحرب السحيقة، التي لن تبقي ولن تذر، وستأكل الأخضر واليابس.

(2)     خطر الحرب هذه المرة لن يكون على غرار ما حدث في سنوات من قبل، سواء في حرب الخليج الأولى أو الثانية أو حتى الحرب الأمريكية في العراق، بل إنها ستكون "حرب إبادة"، وهو وصف لا مُبالغة فيه.

(3)     الخطر هذه المرة سيكون شاملاً ومُدمرا ومؤثرا على كل دول المنطقة دون استثناء، فمن لم تصبه شظايا المعارك - لا قدَّر الله - سيكتوي بنيران الركود الاقتصادي والانهيار المالي للبورصات وهروب الاستثمارات، وربما يصل الأمر لما هو أسوأ.

كيف نتجنب ويلات الحرب القادمة؟
(1)     يجب أن تتوقف عمليات التسليح المليارية لصالح الإنفاق على التنمية.

(2)     الحل أن تنأى كل دولة من دول المنطقة بنفسها عن التَّدخل في شؤون الدول الأخرى، أن تتوقف بعض الدول عن سكب زيت الأزمات على نيران الفتن.

(3)     ملايين الدولارات التي تُهدر يوميًا في إطلاق الصواريخ ودانات المدافع ووقود الطائرات الحربية المُقاتلة، يجب أن تغير مسارها وتتجه إلى البناء والتعمير.

(4)     بناء العقول أولى وأجدر، وترسيخ ثقافة التعايش مع الآخر المختلف يتعين أن تتصدر أولويات الحكومات والدول، فضلاً عن بذل الجهود واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالنهوض بوعي المجتمعات العربية.

(5)     أن نسعى جميعًا لبناء توافق وإجماع إقليمي على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي حققتها دول المنطقة، وخاصة في مُحيط الخليج العربي، فما تحقق من تقدم ونمو على صعيد دول الخليج ينبغي صونه وحمايته مما يتهدده من أخطار.

(6)     الحل يكمن فيما تدعو إليه الدبلوماسية العُمانية منذ فجر النهضة المباركة، حينما أعلنها جلالة السلطان المعظم- أيده الله- بأنَّ السلام طريق الاستقرار والرخاء في هذه المنطقة، التي تنعم بخيرات عديدة وتملك بلدانها مواقع إستراتيجية على خطوط الملاحة الدولية وتزخر بالموارد الطبيعية والبشرية التي تتيح لها فرص النهوض في شتى المجالات.

خلاصة القول:
 السلام في عُمان قيمة مغروسة في النفوس وواقع تحقق على الأرض بفضل السياسات الرصينة التي رسمت ثوابتها الرؤى الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظم- أبقاه الله- ووضعت لها مكانة مميزة بين الأمم، فكما كانت- ولا تزال- عُمان نقطة التقاء الحضارات والشعوب، ستظل محور السلام وجوهرة التنمية المتلألئة.

 

تعليق عبر الفيس بوك