كانت وصاياهم: " تحابوا"


محمود مرعي | مصر

مَنْ أضاعَ براءةَ التوقيتِ
مَنْ حدجَ البُنَيةَ
واستمالَ ربيعَهَا
وارتوى حتى الخريفْ
الرياحينُ العتيقةُ
زهرةُ النارنجِ
ضحكةُ الأطفالِ
عند مرورِ حافلةُ المياه
ودموعُ موتانا البريئةَ
بسمةُ الصبارِ
حينَ وَلَجتُ
في قلبٍ مخادعٍ
فاستدار
كلما فاضَ النسيمُ
وكلما ضحكتْ فتاةٌ
تنتشى الآهاتُ
في كبدِ المدينةِ
يا قطارَ الحزنِ
هاتَ أحبتيِ
أنا واقفٌ
فوقَ المحطةِ
عبرَ الأزقةِ
بينَ المتاريسِ البغيضةِ
هات أحبتي
يا قطارُ
فأنا وحيدٌ
دونَ أحُجيتي القديمةَ
دونَ عويلِ القادمونَ
من مدنِ الحصارِ
ودونَ عظامِ قصيدتي
وحيدٌ
كعصفورٍ أناخ
جناحه دون اعتراضٍ
وأسبل جفنه
للحالمينَ
ليعبروا لقصائدٍ أُخرى
كانت وصاياهم
تحابوا
فانكفأتُ مهنئًا
سربَ الجرادِ
حينَ غادرَ حينا
ووقفتُ دونَ البحرِ
في وجهِ البناتِ
مرفرفًا كيمامةٍ
حطتْ على عجلٍ
ولم تحتاط َ
للشركِ المخبئِ
في نهدٍ
خريفي الحَكايَا
لمَنِ الوصايا
يا رفيقَ الجرحِ
والأحبةُ غادروا
فاكسر جناحَ الأمنياتِ
وعد
ربما تنبت وصاياكَ
الشفيفةَ
في صدى قلبٍ بعيدْ.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك