فيس بوك


عبد الله زيادة (أبو خالد) | فلسطين

قلّت ُ في نفسّي يوما ً .. ما فائدة الفيس بوك؟!
تجمّهر حولي جمع ٌ من الناس ..لغة الغضب تكسّو وجوهمم؛ فقلّت ُ في نفسّي ماذا فعلّت؟ ما تهمتي؟! إنني لم أهاجم شيئا ً مقدّسا، ولم أطالب بهدم الماضي، ولم أعلن عفوية البسّطاء منطقة مغلّقة.
ما كل ذلك الحقد على عبّارتي السّابقة؛ إنها تتراجع بذكاء لوأد ِ فتنّة ٍ قد تحرّق المجتمع ..أنا لم أكفر سوى بالشكليّات التي نعايشها كل يوم على هذا الموقع الإفتراضي.. كيف لا وكنت أعلم أن ذاك الفتى يشتّم أمه لأنها تطالبه بالدراسة وهو يبحث جاهدا ًعن الهاتف لبث منشور عن عيّد الأم!!!
كنت أرى ذلك البطل يفاخر بشجاعته وهو يُجاهر بالمعصيّة!! ذلك المنّافق يتحدث عن الصدّق بحرارة!! ما هذا العالم المكتظ بالكلمات المنمّقة، والمصّاب بهستيريا جنّونية.. اختلاف جذّري عن الواقع ..لن أقحّم نفسي في مهاترّات زائفة.. ما يهمني هو حقيقتك التي تعيشها .. لسّنا مثاليين - والكمّال لله عزَّ وجلَّ - ولكن بعضا ً من الرأفة بحالنا ..فنحن لم نعد نحتمل ذلك التدليّس.. ليس الخطأ أن تتواجد على هذة الشبّكات العنكبوتية؛ بل المصيبة أن تتقمّص أدوّارا ً.. بعيدة كل البعد عن شخصيتك وفطرتك... وليس الحّل أن تعتّزل الفيس بوك .. لكن الحل أن تعتزل ذاتك الوهمية عليّه... أو أن تُصلح نفسك وواقعك بشكل يناسب كل ما نبّصره من جمال ورقيّ على صفحاته.. كل ما يهمنّا أن تكون شخصّا ً واحدا ً لا يتفرع لمسّارات ٍ متناقضة .. كن أنت بكل ما تحمله من شفافية ٍ ونزّاهة .. تجبّرنا على أن نحبك أكثر .. قانعيّن بك وبما تقول .. فما أعظم أن ترسّخ ذاتك دون إفتّراء .. فليس العيّب فيما تكتب أحيانا ً .. لكن العيّب الأكبر فيما يصدّقك ويعلم حقيقتك كلها ..فليس كل من يصفّق لك يحبك ..بل قد يريد أن يراك عاجزا ً بمدّحه الكاذب..وليس مهمّا ً أن تجد مئات من الأصدقاء على جدرانه .. وتفتقدهم جميعا ً في واقعّك.. بل تمسّك بوفاء أحدهم للأبد .. يغنيّك عن كل اللايكات الهزّلية... وعليك أن تعلم أن معظم  الحب والوفاء والتواصل كانا في بسّاطة الماضي ولم يكن حينها ما يسّمى بالفيّس بك.. لم يكن معظم ذلك التواصل سوى في الحارات الضيّقة المكتظة ببّركة الأجداد ونصائحهم .. بعيدا ً عن هذا العالم الإفتراضي الكبير ...

 

تعليق عبر الفيس بوك