صالح علي | سوريا
قف بالديار ونح شوقًا لمن رحلوا
إذا تراءى لها بعد النوى طللُ
//
هيهات لا رسم فيها كي تنوح به
بعد الدمارِ وقد تاهت بها السبلُ
//
سِوى خرابٍ يغطي حسن بهجتها
ومعشر في بطون الأرض قد أفلوا
//
وقل لمنكر أشواقي وعاذلها
خلِّ الملامَ " فإنّ الركب مرتحلُ"
//
فإن أقاموا فعيني بين أرحلهم
وإن يسيروا فهم في خافقي نزلُ
//
وابعث مراسيل أشواقي لهم قبلاً
تهدي الحبيب مقالا ما به زللُ
//
أقولُ والدمع غطّى أعيني حزنًا
والآه في الصدر تسلي كلَّ من ثكلوا
//
أنت البعيدُ وبالأحشاء متصلُ
والقلبُ بعدكَ بالآهات مشتملُ
//
يشكو الصبابة من شوق ومن ألمٍ
والنفس تتعبها من بعدك العللُ
//
أزفُّ شوقي بيوم البين منكسرًا
والدمع بحر على الخدين ينهملُ
//
أمسيت في حبك العذري مرتحلا
أطوي البلاد وفي الأمصار أنتقلُ
//
أبكي الديار دموعا لا انفكاك لها
دمع الغريب الذي اشجاه من رحلوا
//
إنَّ الملامة في صدري تزيد لظىً
والشعرُ بعـدك بالأحـزانِ يُـرتجلُ
//
كلُّ القصائد إن كانت بلا حَزَنٍ
مثلُ السرابِ الذي ما شفّه البللُ
//
والقلبُ إن غاب من يهوى وودّعه
أمسى حطامًا بجمر الشوق يشتعلُ
//
لكن قلبي- وإن زادت جنايتهم-
على اللقاء سيبقى عنده أملُ