من أجل الوطن .. صوتكم أمانة

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan1973@gmail.com

 

قريباً سيُلبي المواطنون بكافة أطيافهم نداء الواجب الوطني لحضور انتخابات مجلس الشورى للفترة التَّاسعة، هذا الحدث الهام الذي يُصبح الشغل الشاغل كل أربع سنوات، والسؤال المطروح في كل مرة وحين من سيفوز بثقة المُواطنين وماذا سيُقدم؟! لبلده وولاياته فالمشاركة في الانتخابات واجب وطني لكل مواطن ومواطنة على هذا الوطن المعطاء.

والحقيقة تقال أنَّ المناخ البرلماني في عُمان قد شهد تطوراً كبيرًا عن السابق سواء من ناحية التقنية المستخدمة في الترشيح أو من ناحية طريقة تعريف المترشح بنفسه وبرؤيته الانتخابية بل حتى رؤى وأفكار (بعض) المواطنين قد تغيرت عن السابق فبعد ما كانت المصلحة الشخصية والمعرفة تحكم الاختيار سابقاً تغير واقع الحال الآن فليس المهم الآن من هو المترشح أو منصبه أو قبليته بل الأهم هنا هو ماذا سيقدم لمنطقته وولايته ولا شك أن الالتزام بالرؤية الانتخابية هو المعيار الأهم  من خلال جعلها واقعاً ملموساً فالمصداقية بين العضو والمواطن هنا هي حجر الأساس في نجاح العملية الانتخابية والمصلحة واحدة وما سيعكس ذلك من تطور على المستويين الخدمي والمجتمعي في كل ولاية شريطة أن يكون العضو المنتخب فيها فعالاً ومؤثراً وذا إنتاجية. وبعد مرور عقدين من الزمن على إنشاء مجلس الشورى عام 1991 حين افتتحه عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- يتدرج المجلس من خلال أطروحاته ومرئياته واتخذ المجلس خطوة في غاية الأهمية ممثلة بالسماح للمترشحين بتنظيم حملات دعائية لحملاتهم الانتخابية بطرق شتى متعددة وذلك من خلال الإعلانات الصحفية وإعلانات الطرق والمطويات والملصقات وحتى من خلال المواقع الإلكترونية وهي بشكل أو بآخر طرق يستخدمها المترشح للمجلس للتعريف بنفسه ولتوضيح رؤيته وبرنامجه الانتخابي وهي خطوة تحسب لمجلس الشورى هذا المجلس العريق الذي له دور حيوي وفعال من خلال رسالته المتمثلة (في السعي إلى المشاركة الفاعلة لتقديم المشورة من خلال تناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية ومراجعة القوانين والتشريعات، وتقديم التوصيات والمقترحات في مُختلف المسائل التي تهم المجتمع).

والأمل كبير مستقبلاً أن يتحول المجلس من تقديم المشورة إلى أن يكون له دور فعال ومؤثر في المجالين التشريعي والتنفيذي، ولكن تبقى الخطوة الأهم من جانب المترشحين في تحويل الأقوال إلى أفعال وأن تكون الرؤية الانتخابية واقعا ملموسا يستشعره المواطن تنعكس على أرض الواقع وليس مجرد كلام يقال بلا أفعال فليس الهدف هو وصول المترشح للمجلس بل الهدف الأسمى خدمة هذا الوطن ومن يعيش على أرضه الطيبة والمنصب يجب أن يكون تكليفاً وأمانة ومسؤولية قبل أن يكون تشريفا وجاها وسلطة.

ويبقي الدور الأساسي في نجاح العملية الانتخابية كما أسلفنا يعتمد على المواطن بصفته الحلقة الأهم في العملية الانتخابية فصوته أمانة يجب أن يعطيه لمن يستحق وما أعظمها من أمانة وهو بيده الخيار في أن ينجح أو يفشل مسار الشورى من خلال انتهاج النهج الصائب في اختيار المرشح الأفضل والأجدر والبعد عن المحاباة القبلية أو النظر لأية مصلحة دنيوية أو مادية كانت فمصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

تعليق عبر الفيس بوك