واقعنا الرياضي

 

محمد العليان

المرحلة الحالية التي تمر بها الرياضة العُمانية عامة، وكرة القدم خاصة، تُعتبرالأهم والأصعب، من حيث الملابسات والظروف،  ويجب أن تكون مرحلة انتقالية تتضح فيها هُويتنا ومستقبل كرة القدم لدينا، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية بفرقها الكروية، وأيضا لابد أن ترتقي العقول والفكر من الهواية التي عاشتها الرياضة وما زالت، وتعاملها بها في كافة ميادين ومجالات كرة القدم، على الأقل نعرف من أين وإلى أين نسير؛ لأننا ومن دون أن نعرف ويعرف مسؤولو الرياضة ستسير كرة القدم إلى نفق مظلم.

هذا الواقع لا يجعلنا نُنكر أن هناك إيجابيات كثيرة، ولكن سقف الطموح أصبح كبيرا بأن تواكب الرياضة التطورات الكبيرة والكثيرة والسريعة التي في العالَم الرياضي والدول من حولنا، وهذا لن يأتي إلا بعد التخلص من كل صفات الهواية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي الموقع الرياضي الذي يخدم كرة القدم؛ فإما ننتقل إلى مرحلة عصرية تواكب وتساير التطور والتجديد والتغيير، وأن تظل كرة القدم لدينا تدار بنفس العقليات الجامدة التي ليس لها مكان في مجال الرياضة ونرفض هذه النقلة، وهذا الدورالذي يشبه عمل (الفلتر) بالنسبة لقيم ومعايير ومعطيات المرحلة. يجب أن تكون هناك مسيرة تحول في الأنظمة والقوانين والفكر والثقافة، وتوفير كل ما تحتاج إليه النقلة من دعم وأدوات وآليات وهيكلة وخلافه.

هذا هو الواقع والحال الذي يجب أن نُقر ونعترف به دون مجاملة، وليس عيبا أن تكون لدينا الشجاعة في الاعتراف بأننا ما زلنا لم نواكب الأمنيات والطموحات والأحلام، خاصة عندما يكون الأمر متعلقا برياضة الوطن، لابد من مراجعة الجهات المختصة بالرياضة؛ ممثلة في: وزارة الشؤون الرياضية بالذات، واللجنة الأولمبية، والاتحادات، والأندية، كمسيرين للألعاب لمراجعة أنفسهم، فالمنطق بات يفرض على الرياضة أن تكون حاضنة للشباب في كل المجالات، وأن تكون بيئة خصبة وذات مردود إيجابي محلي وخارجي.

إننا في قرن وزمن آخر لم يعد هناك مجال لمن يفكر وينظر ويتعاطى مع أحداث القرن الماضي، وإذا كان هناك من أعطى ولم يعد لديه المزيد، فليترك المجال لغيره، والبقاء يجب أن يكون للأجدر والأكثرعطاءً وفكرًا لتطوير ورُقي الرياضة، والسير بها إلى الأمام والمنافسات الخارجية، بعد أن يصلح حال المنافسة الداخلية. ولذلك، فالحال الذي نراه خاصة في معظم الأندية والاتحادات بعيد كل البعد عن تلك التطلعات والأمنيات، والواقع اليومي الذي نتعاطاه ونعيشه في الرياضة وحالها على وجه العموم لم يعد مفهوما، ولم يعد له قبول على مسرح الرياضة في العالم.

نعم اختلفت الموازين والتوجهات، لكننا ما زالت رياضتنا تسير وفق التسعيرة القديمة على غرار رياضة الأبيض والأسود.