مسقط - الرؤية
انتخبت الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بنسبة تصويت قاربت الإجماع، الجمهورية التونسية عضوًا غير دائم بمجلس الأمن الدولي للمرّة الرابعة منذ انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة.
ويعكس ذلك الانتخاب ما تحظى به تونس من ثقة واحترام لدى المجموعة الدولية، ومن مكانة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما يمثل كذلك سبيلا للدبلومسية التونسية لإبلاغ مواقف تونس ومقارباتها الحكيمة لمجمل القضايا الدولية والإقليمية المطروحة على مجلس الأمن الدولي ولتعزيز دورها في خدمة قضايا السلم والأمن والتنمية والشباب والمرأة والهجرة والمناخ ومكافحة الإرهاب في العالم.
ومن المنتظر أن تعمل الدبلوماسية التونسية وفاء لثوابت سياسة تونس الخارجية، وبما عرف عنها من براغماتية وتبصّر ومصداقية، وكصوت اعتدال، على المساهمة في تكريس قيم السلم والعدل والحرية والتعاون والتضامن بين الدول والشعوب والدفاع عن القضايا العادلة وإعلاء المبادئ الأساسية التي من أجلها أنشئت منظمة الأمم المتحدة وفي مقدمتها احترام القانون الدولي وفض النزاعات بالطرق السلمية وتغليب لغة الحوار والتفاهم.
وفي ظل تزامن انضمام تونس لمجلس الأمن الدولي مع ما يعيشه المشهد السياسي الدولي من تحوّلات عميقة ومتسارعة وأوضاع إقليمية معقّدة تبعث عن الإنشغال خاصة في المنطقتين العربية والإفريقية، يزيد ذلك من حجم المسؤولية الملقاة على تونس بحكم انتمائها العربي والإفريقي والإسلامي من أجل الدفع نحو إيجاد التسويات المطلوبة والدفاع عن مصالح شعوب ودول المنطقة وإيصال وجهات نظرها حول مجمل القضايا المطروحة على نقاشات مجلس الأمن الدولي، لذلك لابد أن تحرص الدبلوماسية التونسية على مزيد تكثيف التشاور والتنسيق مع مختلف الفاعلين الدوليين ومع الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها دبلوماسية سلطنة عمان وما تتحلى به من حكمة وإتزان وبعد نظر، بشأن كبرى الملفات والقضايا الدولية والإقليمية المطروحة.
