مقطعان من حياة لم تكتمل.


محيي الدين جرمة | اليمن

(1)
تجوع الكلمات

تجوع الكلمات.
 فأطعمها خبزا
من غذاء ما احتسي وأشرب.
قد تعاني الجملة
فقرا في الدم.
سوءا في التغذية.
قد تشبع حينا
وتتجشأ مثلنا تماما.
قد تصاب العبارة
بمغص معوي حاد.
حين تعرض اللغة للتكلس.   
لتغدو مهجورة
كامرأة تعاقر عزلتها.
السطر طريق الحروف المستقيم.
البياض بحر أبيض
لأحبار شتى.
الفاصلة إشارة مرور.
لنتوقف قليلا.
لنعيش هنيهة
ونستبطن المعنى البعيد.
سير القلم خارج السطر
 قد يؤدي إلى حوادث مؤلمة
تغلق معها كل المحطات.
الحروف عربات قطار
متصلة ببعض.
المعنى في السير
نحو غاية ما.
" مبتدأ مرفوع
 بضمة مقدرة
 على آخره. "
***
(2)
غضروف الظل

كنت أمشي.
فجأة تعثرت القدم اليمنى لظلي.
انزلق غضروف الظل.
لم يقوَ على الوقوف.
 خرَّ على دومة رأسه.
 لأول مرة أكتشف رائحة ظل تسيل على حواف الصيف.
 قلت: أنتشل جزءا من صورتي.
من شبح روحي في الطريق السائر معنا.
انتزعت الظل من ياقته
عن وحل اعتراه.
 لم ينبس بحفيف.
 لكن صدى لرياح عبرت أرجحتني
فكدت كمطر أسقط.
لولا أن أمسكت
 بطرف ظلي المطفأ
تحت ما تبقى من شموس
بقعت ما يرتديه من قميص.
حدست طفولة ظلي ترغي كطفل
يحاول فك الحروف الأولى
في مفتتح ربيعه الثاني.

 

تعليق عبر الفيس بوك