* قدرٌ مُسبقٌ موروث *


أريج سعود | سوريا

ورثتُ عن أمّي
شيئاً من الرّجفانِ في أوردتي
بسهولةٍ غريبة
يحفُّ بأظافرِه الطّريةِ غشاواتِ الحرف
لا الحرفُ يُخدَش
و لا آثار غبارٍ.. تسكن قلبي

في صباها
كانت جميلةً جدّاً
ثلاثونَ حولاً
و أبي الّذي أقنَعني
أنَّه تزوّجها بذكاء
و أنّني أتيتُ عن قصدٍ
لم ينتبهْ أنَّ ضفائرَها
غيرَ المنسّقة
كانتْ معجونةً بالعجائب

رغم أنّها
تقرأ الشّعر جيّداً
و تبتسمُ في سرّها
عندما أكتبكَ قصيدةً
لم تنتبه في عاميَ السّادس
أنّي بكيتُ جداً جداً
يومَ قطعوا شجرةَ الدرّاق
هل يعقل أنها لم تتنبّأ
أنّي سأموتُ اختناقاً بالذّاكرة ؟
لا أعلم…
هل أسامحُها ؟
أورثتْ أولادَها الحياةَ
و أورثتني القصائدَ كلها ..

كلّ ولادةٍ لقصيدة
ترتقُ جُرحاً في مكانٍ منّي
إلى أن التبسَ عليها النّزفُ
* أنتَ و وطني *
لم تعرفْ كيفَ تلمّ قلبي
غريبتانِ … أمّي و أنا
نسيرُ الآن ..
ننزفُ الأوطانَ و القصائد
و لا نموت …!

 

تعليق عبر الفيس بوك