وَكَانْ*


أحمد بن هلال بن محمد العبري | سلطنة عمان

كمثلِ الحلمِ قد زرنا ( وكانا)
ونحسبُ أننا زرنا الجِنانا
//
أتيناها بسمعٍ فاضَ حُسنا
فلاحَتْ في محاسنِها عيانا
//
بدتْ في سفحِ أخضرِنا كفَصٍ
فتمَّ بذاك خاتمُه وزانا
//
تقاصرتِ الخُطا عنها زمانا
وتسبقنا إلى اللُقيا خُطانا
//
كأن سحابةً أرختْ يديها
فسندسُها الحريرُ لملتقانا
//
مدارجُ للجنانِ وقد تسامتْ
فنسعد كلما نسمو جَنانا
//
وإنْ خوفٌ بدا في الدربِ حينا
فعند معينِها نلنا الأمانا
//
قُطوفٌ قد تدلّتْ في خيامٍ
بها قلبي لما تُدنيه دانا
//
وأنهارٌ تُحدّثُ مَن أتاها
بما يَستنطقُ النجوى حَنانا
//
أناجيها وفي الطرقاتِ جمعٌ
ولم يحفلْ لنجوانا سوانا
//
ومشمشةٍ تبدّتْ في اخضرارٍ
ومدّتْ بالثمارِ لنا بَنَانا
//
وأرْختْ رِكنةً في دارِ جودٍ
فأطلقْنا لما تُرخِي العَنانا
//
وقالتْ إنني في الجودِ سَبقٌ
كأهلٍ فاقَ جودُهم البيانا
//
هنا سَكبوا على المِستلِّ نهرا
فكادَ بفيضِه يسقي عمانا
//
فقلت: أجلْ، فحاتمُهم تجلّى
وجاوزَ بالمُدى فيهم مَدانا
//
وحمّلَنا بما كفّى و وفّى
وبوحُ الحمدِ قد نادى كفانا
//
يصاحبُنا بها قيسٌ ويحيى
وقيسٌ صارَ من زمنٍ أخانا
//
ويُشرقُ وجهُ زاهرٍ الشريقي
ليصحبَنا ونحسبُه أبانا

وبالبحريِّ نسعد إذ سعودٌ
إلى هذي الزيارةِ قد دعانا
//
وقد عرَفَتْ مع العرفاتي نفسي
كريما قال: ها أنا ذا فكانا
//
سُويعاتٍ قضيناها بأُنسٍ
نراوح حسنه آنا فآنا
//
فأجرى بيننا بالوصل ودا
أحال جَناننا منه جِنانا
//
رعاكِ اللهُ يا وكنَ العوالي
فصرتِ لكلِّ مكرمةٍ وكانا
//
وفي الحمراءِ موعدُنا فأرخِي
لنا حبلا لنُكملَ مبتدانا
//
فنسقي القلبَ كأساً من وصالٍ
 يُخفِّفُ ما على بُعدٍ عَنانا
..........
قلتها في زيارة لقرية (وكان) في وادي مستل التابعة لولاية نخل بسلطنة عُمان في يوم الجمعة ٣ مايو ٢٠١٩م

 

تعليق عبر الفيس بوك