إلى الواحة


فايز صادق | مصر

رسمتك حلما بلا ضفتين
وفجرا تبسَّم في السوسنة
وحولك حقلٌ من الأغنيات
وظلٌ تحسَّسَ ظهر الرمال
يُضمِدُ ليلَ الرَّبى الساكنةْ
هنا البئر يحكي اخضرار الغصون
ويعزف لحنا بطعم التمور
وصبح البداوة والصافنة
هنا الماء يصبغ لون الأماني
فيبدو جميلاً إذا ما التقينا
ويبدو شهياً إذا ما انتشينا
ويبدو عليلاً
مع الشوق في
النبضة الواهنة
هنا الشمس تلمس ريش اليمامة
عند البكور
فتغدو وتسرح بين النسيم
وتهفو إلى خلها آمنة
هنا الورد يغفو
على نُبْلِ غيمٍ بقرب المساء
فتسفر عن وجهها الظاعنة
بأقداح ريٍّ مريٍّ شهيِّ
يغني الصغار خريراً لماءٍ
تراقص في خطوة الكاهنة
وموجة وجدٍ
تقد القميص
تراود سعف النخيل فيصفو
وتمضي على رِسلِها ممعنة
يضمك شوقٌ بلون السراب
تمادى كثيرا
يقصُّ المُحالَ من الأمنياتِ
فترسو على سقفها ممكنة
ونخشى على طهر بابٍ خجولٍ
من العاديات
طيور الظلام
إذ الضوء يخبو
على المئذنة
فبعض الرياح غدت كالخطايا
وبعض الخطايا غدت مزمنة
تصوغ بخبث العناكب فخاً
يلف الشِمالَ على الميمنة
يغافل حراسَ حلمِ الشتاء
ويسرق قمحَكِ والمطحنةْ

 

تعليق عبر الفيس بوك