المحبة الأسمى


زيد الطهراوي | الأردن

الشعر قافية ومعنى ومشاعر وخيال، و هو المزيج الذي يصعب تحليله، و من هنا أتت صعوبة الشعر لأنه يأتي إلى الشاعر وهو  بحالة تختلف عن حالته فلربما احتاج الشاعر إلى عزلة تقربه إلى التفاهم مع ما يريد أن ينبثق عن نفسه وكأنه يتحايل على هذه النفس لكي تلقي ما في أعماقها كاملا ولا تنفر كالفرس الجموح.
فإذا صاحب هذا كله الهم الذي يحمله الشاعر، فإن المسألة تأتي عفويا، لأن الشاعر الذي يدندن بأحلامه الشخصية ليس كمثل الشاعر الذي يدندن بأحلام الوطن، و الشاعر الذي يدندن بأحلام الوطن ليس كمثل الشاعر الذي يتنفس أحلام الدعوة إلى الله فتصعد منه الأشعار عبقا، فأحلام الشاعر الشخصية تفيد الشاعر نفسه، و ربما لا تأتي بثمرة عظيمة في الدنيا أو في الآخرة ، أما أحلامه في ما يرجو فيه ثواب الله فإن ثمرتها تكون في الدنيا وفي الآخرة سترا وفوزا ورفعة.
فحرية الالتزام هي الحرية المسؤولة، و توضيح هذا يجعلنا نتذكر شعراء شاهدوا ما يعاني وطنهم من ألم ومحنة و لم يقاوموا حبهم الشخصي فرفضوا الانصياع مختارين إلى حب الوطن وآلامه.
حر أنت أيها الشاعر فتأوي إلى محبة الوطن الذي هو لحمك ودمك، و بسعيك لاستقراره يرضى عنك ربك، أو تأوي الى الغياب في صمتك ووحدتك
وأنت أيها الشعر محتاج إلى  المحبة الأسمى؛ لأنها كالماء و الهواء، ولأنها كالمدينة المتسعة بما فيها من آفاق، و كالقرية الصغيرة بما فيها من تماسك وارتفاق.

 

تعليق عبر الفيس بوك