أهَكذا الحبُّ يرْوِينا منَ الشَّرَدِ


أبو نبراس البوصافي | مسقط

غابَ الحبيبُ فغابتْ أنْجُمُ الرَّشَدِ
وصرْتُ مثْلَ ليَالِي اليُتْمِ لِلأَبَـدِ
//
وصرْتُ مثْلَ أسِيرٍ في مَواكـبِهِ
مراكبُ الفقْرِ رغْـمَ الجاهِ والوَلَـدِ
//
أرْوَانِـيَ الحالُ مِنْ حُمَّى حَرارَتِهِ
فبِـتُّ أسْهرُ في بَـحْبوحَةِ الكَـمِدِ
//
العيْنُ تُسْهبُ قوْلَ الآهِ في أسَفٍ
وصارَ محْجَرُها في هوْدَجِ الرَّمدِ
//
لا أيْـنَ أنْطقُها في كلِّ مُـعْـتَركٍ
فكلُّ أجْوِبَـتي في القُرْبِ لمْ تُفِدِ
//
فراشَـةُ العِيدِ في أبْوابِ مـنْزِلِنا
تظلُّ تكْتُـبُ منْ أبْـياتِها الجُدُدِ
//
هذي الحياةُ شِراعُ الوصْلِ يمْخَرُها
إذا تكَـمَّـشَ مالَ الجِـيدُ للْـوَتَـدِ
//
واللّهِ قدْ رحلَتْ عنْ مقْلتي أبَدًا
وكنْتُ أحْسَبُها في الرُّوحِ والجَسَدِ
//
يا أيُّها البيْـنُ هلْ بلَّغْتَ خاطِرَها
عنِ الدُّمـُوعِ على بوَّابـَةِ الأحَـدِ
//
غدَوْتُ مثْـلَ وُرَيْــقاتٍ مُـبَلَّـلَةٍ  
وكنْتُ أحْسبُ أنِّي صرْخَةُ الأسَدِ
//
قُـرابةُ الألْفِ تعْدادُ الدُّموعِ لَها
واللّهُ أعْلمُ هلْ أتْقنْتُ في العَدَدِ
//
الشَّمسُ قدْ غربتْ ما عدْتُ ألْمحُها
أهَكذا الحبُّ يرْوِينا منَ الشَّرَدِ
//
خذُوا فُؤادي فمَا أهْوى صَبابَتَهُ
بلْ وَسِّدوهُ علَى قبْـرٍ منَ اللَّحَـدِ
 //
وحيْثُما وُجِدتْ فاللّـهُ يحْفظُها
لأيِّ شيْءٍ يظلُّ القلْبُ في نَكَدِ
//
أنا المُسَافرُ في أحْشْاءِ قافِيَتي
معِي النُّجومِ وتَبَّتْ أعْيُنُ الحَسَدِ

 

تعليق عبر الفيس بوك