الدراما العمانية تنجح في تسليط الضوء على قضايا المجتمع وتتراجع في مستوى الإبداع

...
...
...

 

الرؤية - مريم البادية

يُعرض على الشاشة العمانية في رمضان هذا العام مسلسلان دراميان، تتشابه فيه وجوه الممثلين باختلاف الحبكة، فالأول "سدرة" من إخراج يوسف البلوشي، وبطولة الفنان سعد الفرج، والفنان صالح زعل، إضافة إلى مشاركة الفنانة القديرة شمعة محمد، وأمينة القفاص، وسعيد قريش، وعدد من الوجوه العمانية الأخرى، ومن إنتاج شركة الكهف الأزرق، أما العمل الآخر فهو مسلسل "مجرد لحظات" للكاتبة العمانية بهية الشكيلية ومن إخراج عارف الطويل وبطولة فخرية خميس، وصالح زعل وشمعة محمد وغيرهم.

وتدور أحداث المُسلسل الأول حول فتاة معاقة ذات 12 عامًا اسمها سدرة، تتركها عائلتها أمام دار المعاقين دون رعاية. أمّا المسلسل الآخر فهو اختصار لما يحدث في حياة كل شخص، تلك اللحظات التي تترك أثرًا يدفعنا للإفلات أو التمسك بأيدي الآخرين بصفة عامة مهما كانت مكانتهم لدينا، فهو يحكي قصة التحول في مسارات القدر، وكذلك الغاية وإن كانت واضحة أمامنا فنحن لا نستطيع التحكم في استقامة الطريق إلى تلك الغاية أو الاعوجاج عنها. ويسعى المسلسل إلى إيصال رسالة معينة من خلال الحبكة؛ وهي أنّ الأقدار تتغير مهما رسمنا خطوط الغد، فلا بد من مواجهة العقبات والانحرافات المفاجئة التي قد توقفنا عند نقطة أو تدفعنا للاستمرار في الحياة.

وعن آراء بعض المتابعين حول هذه المسلسلات، يقول مهدي الهنائي من متابعي مسلسل "سدرة" إنّ ما يجذبه في مشاهدة هذا المسلسل ومتابعة حلقاته حتى النهاية أحداثه التي تتسم ببعض الغموض والتشويق في ذات الوقت. وأكد أنّه من المعجبين بشخصية الفنان صالح زعل، مشيدا بأدواره التي يحرص على اختيارها بعناية ويؤمن بأنها ستلقى إعجاب الجمهور.

أمّا ابتسام الغزالية وهي متابعة جيدة لمسلسل "مجرد لحظات" فتقول إنّ المُسلسل يعكس عددًا من القضايا الاجتماعية المتداولة حاليا في المجتمع، فالقصص الاجتماعية التي يستعرضها تحترم عقل المشاهد، كما يتضمن أحداثا متداخلة لا تخرج عن الإطار العام الموجود في مجتمعاتنا. لكن ترى أنّ بعض الممثلين في المسلسل لم يوفقوا في تقمص الدور الذي يؤدونه، فبعض المشاهد تحتاج إلى مزيد من التفاعل واستحضار المشاعر بطريقة أعمق في تقديم الشخصية حتى ينجح الممثل في جذب المشاهد لمشاهدة العمل.

بينما يخالفهم الرأي هيثم المحاربي في تقييمه لهذين المسلسلين، فيقول: "العملان لم يضيفا شيئا جديدا إلى الدراما العمانية، كما أنّ بعض الممثلين في مسلسل "سدرة" غير مؤهلين لتقمص الأدوار التي أدوها"، معتبرا أنّ قيام بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بالتمثيل أمر يصعب فهمه، فلا علاقة لهم بالتمثيل الدرامي، على حد قوله. ويرى المحاربي أنّ المشاركين في أي عمل درامي يجب أن يراعوا عناصر أساسية وهي الكاتب، والمخرج، والممثلين، والفنيون، والإنتاج، وأيضاً ما يتم تقديمه لهم من تسهيلات حكومية ودعم، داعيا إلى زيادة الدعم للدراما العمانية للانتقال بالعمل الفني إلى مستوى الصناعة، في ظل ما تعانيه من ضعف مستوى الإبداع والأداء التمثيلي المحكم والجاذب للمشاهد.

تعليق عبر الفيس بوك