إجازة العيد.. داخلية أم خارجية؟

 

 

داوود الربخي: الإجازة فرصة لاستكشاف عمان وزيارة وادي بني خالد وسد وادي ضيقة

 

الحضرمي: أفضل السفر للخارج لتعدد الخيارات والسلطنة زاخرة بالمقومات السياحية لكن ينقصها التطوير

طلاب مبتعثون: طعم الغربة هو الغالب على نكهة العيد هنا

 

الرؤية – مريم البادية

ما إن يتم الإعلان عن إجازة عيد الفطر السعيد وتحديد أيامها، حتى يسعى الجميع مواطنين ومقيمين إلى وضع الخطط والبرامج السياحية والترفيهية الخاصة بتزجيتها..  

"الرؤية" استطلعت آراء ومخططات بعض المواطنين حول قضائها وأهم البرامج السياحية والوجهات؛ وبالطبع تباينت الآراء بين من يفضل أن تكون العطلة داخلية وبين من يحبذ أن تكون خارجية..

وحول هذا يقول هود الصالحي: أنا أفضل قضاء هذه الإجازة داخليا لأنّ المدة القصيرة جدًا، كما أنّ المبالغ المصروفة على تجهيزات العيد لا تساعد بأن تكون هناك سياحة خارجية، ويشاطره في ذلك الرأي محمد الشقصي، معللا الأمر بأنّ الإجازة قصيرة ولن يكون هناك مجال للسياحة سواء كانت داخلية أم خارجية ولن تتناسب الرحلات السياحية هذه المرة مع طقوس العيد الكثيرة.

أما محمد وداوود أبناء سليمان الربخي فقد أشارا إلى أنّ مثل هذه الإجازات فرصة لاستكشاف الأماكن السياحية في البلد، لذا هما يفضلان قضاءها في زيارة عدد من الأودية مثل وادي بني خالد وسد وادي ضيقة، وشاطئ السوادي وكذلك مصيرة، والجبل الأخضر.

ويختلف معهما في ذلك عبدالعزيز الحضرمي الذي يفضل قضاء الإجازة خارجياً، مبررا رغبته تلك بعدم توفر الخدمات والمرافق العامة في عدد كبير من الأماكن السياحية والترفيهية -على حد قوله- لذا يفضل السفر إلى دولة الإمارات نظرًا لتعدد الخيارات السياحية فيها. مستدركا أنّ السلطنة بها من المقومات السياحة الكثير ولكن ينقصها التطوير والاهتمام من قبل الجهات المعنية حتى تكون الوجهة الأولى لأبناء البلد وتسهم في رفد الخزينة العامة بكمٍّ مُقدر.

وتتفق إسراء الحسنية مع الحضرمي في رغبتها بقضاء إجازة عيد الفطر خارج البلد، مشيرة إلى أنّ الإجازة تصادف بداية دخول موسم الصيف فتكون فيه درجات الحرارة مرتفعة، ولا توجد أماكن مهيأة لاستغلال هذه الإجازة في ظل هذا المناخ، وفي المقابل فإنّ دول السفر تكون في نهاية فصل الربيع حيث تكون درجات الحرارة أقل لذا تظل هي الخيار المناسب للاستمتاع بالإجازة، وتضيف أنّها تستغل إجازة عيد الفطر في السفر هي وعائلتها عوضا عن إجازة عيد الأضحى المعروف بطقوسه المتعددة وأعبائه الكثيرة التي تحتم عليك التواجد داخل السلطنة، خاصة وأن الأضحى يصادف فصل الخريف ويكون الجو فيه معتدلا. وتشير الحسنية إلى أنها تفضل السفر في الأعياد حتى يتسنى لها ولعائلتها التعرّف على ثقافة الدول الأخرى في مثل هذه المناسبات، فوجهتهم هذه المرة إلى جمهورية تركيا؛ حيث إنّها دولة اسلامية وشعائرها قريبة من مجتمعاتنا ويمكن فيها استغلال إجازة العيد.

وحول طعم العيد خارج الوطن تقول ميمونة البادية المقيمة في قطر أنّها تقضي أعيادا في قطر أكثر من عمان، ولا تشعر بأنّ هناك فرقا كبيرا بين البلدين في الاحتفال بهذه المناسبة، إلا أنّها تفتقد شيئا واحد فقط وهو جمعات الأهل الموجودة في السلطنة، وتحاول التعويض عن ذلك بالاحتفال في الأسواق العامة والأماكن التراثية مثل "سوق واقف" و"سوق الوكرة" و "كتارا" حيث تكثر فيها الفعاليات للصغار والكبار..

ميمونة ليس وحدها من تفتقد تلك الجمعات ومجالس الأهل، الطلاب المبتعثين أيضًا وربما يكون افتقادهم أشد فميمونة على الأقل تعيش في دولة خليجية جارة وقريبة بخلاف طلاب عمان في أوربا فهم غريبو الوجه واللسان هناك والشعور.. "الرؤية" حاولت استطلاع آراء هؤلاء الطلاب وانطباعهم عن أجواء العيد في دول الابتعاث، وعكس مشاعرهم كالتنهيدة الطويلة التي أطلقتها أميرة سالم - طالبة مبتعثة إلى أمريكا- قبل أن تنشد "عيدٌ بأي حالٍ عُدت يا عيد" وتابعت بعدها: "شخصيا لا اعترف بالعيد في الغربة، فجمال هذه المناسبة يكمن في وجودك بين أهلك وأقربائك، حيث نتشارك الفرحة معا، ونعيش اللحظات الجميلة معا أيضًا. فالعيد هنا دائمًا ما يصادف أياما دراسية، لذا نحن لا نعيش فرحة العيد في اليوم ذاته، ودائما ما نؤجل الاحتفال به إلى إجازة نهاية الأسبوع. وتضيف نؤمن بأنّ العيد هو فرحة للمسلمين جميعا، فهو هدية من ربنا تقديرا لما قدموه خلال الشهر الفضيل، فنحن هنا لا نعيشه بتلك التفاصيل التي يعيشها أبناء الوطن، ففي نهاية الأسبوع نشتري اللحم الحلال من المحلات العربية، ونعد المشاكيك والعرسية والحلويات، فهذه الأكلات هي التي تشعرنا بلذة العيد، وتذكرنا بأجوائه مع الأهل، كما أن لأصدقاء الغربة دور كبير في فرحة العيد حيث نجتمع سويا ونلعب الألعاب المسلية ونرتدي الزي العماني، فنخلق أجواء من الفرح، وهو السبب الذي بدوره يساعدنا على تحمل مرارة الغربة، والتغلب على مر الأشتياق للأهل والوطن".

ويوافقها في ذلك محمود السعيدي – بريطانيا- ويقول لا يوجد طعم للعيد في بلد الابتعاث، فطعم الغربة هو الغالب على نكهة العيد هنا، وإن من أبسط الأشياء في هذا اليوم هي التهنئة، فلا نجد من يشاركنا هذه الفرحة إلا بالرسائل والمكالمات، كما أنّ الاستعدادات للعيد تكون ضعيفة أو حتى شبه معدومة وذلك بسبب تزامن العيد مع فترة الاختبارات، فنتجمع لمدة ساعة واحدة فقط في هذا اليوم ونصلي صلاة العيد في جماعة ونتبادل التهاني ثم ينصرف كل منا إلى اختباراته وأعماله الخاصة.

وفي السياق نفسه يقول أحمد العمري - هولندا - إنهم يحتفلون بهذا اليوم من خلال تجمع طلابي يضم مجموعة من الفعاليات والأنشطة بهدف إحياء العادات والتجمعات التي اعتاد الطالب العماني ممارستها مع الأهل والأصحاب في أيام العيد، حيث إنّه في هذا العام سيقام التجمع في مدينة "روتردام" التي تعد واحدة من أكبر المدن الهولندية من حيث المساحة والأكثر تطورا. ويضيف أنّ هذا التجمع فرصة لنا كطلبة للالتقاء معا وتبادل تهاني العيد والتبريكات بهذه المناسبة.

وتختتم الطالبة تسنيم اللواتية المبتعثة إلى قبرص اليونانية الحديث عن العيد في دول الابتعاث فتقول إنّ السلطنة لا تبعث إلى هذه الدولة إلا تخصصا واحدا وهو الطب البشري، وإجمالي عدد الطلاب العمانيين هنا قليل جدا في حدود 22 طالبا، لذا بحكم عددنا القليل لا تكون هناك فعاليات مصاحبة لهذا اليوم كثيرًا وخصوصا أنّ هذه المناسبة تأتي بالتزامن من اختبارات الفصل الدراسي، والاحتفال بالعيد يكون في الفترة الصباحية فقط للالتقاء ببعضنا بعضا وتبادل التهاني وبعض الهدايا البسيطة على كل من يصادفونه في الشارع حتى يشاركهم فرحة العيد

تعليق عبر الفيس بوك