الْحُرُّ لا يُشْقِيهِ واقِع

 

د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

 

قُمْ وحلِّـقْ في الرُّبَى .. هائِمًا،  فالكونُ واسِعْ

تَجْنِ كالنَّحلةِ شَهْدًا .. من مروجِ الزَّهْرِ ماتِعْ

لا تَعِشْ في بُورِ  أَرْضٍ .. سَبْخَةٍ، بالعيشِ قانِعْ!

أَوْرَثُوكَ الفكرَ قيدًا ..فَغَدَوْتَ اليومَ ضائِعْ!

وأحاطُوكَ بقضبانٍ صِلادٍ، تتحدَّى بأسَ قاطِعْ!

كيفَ يرضيكَ بقاءٌ .. بينَ هاتيكَ البلاقِعْ؟!

لا أَراكَ اليـــومَ إلَّا .. ظلَّ مركوسٍ، وتابِعْ!

لمْ تُرِدْ أنتَ؛ أرادوا .. كيفَ أَرْضَتْكَ الذَّرائِعْ؟!

كيفَ أضحى كلُّ ماضيكَ اجترارًا للمدامِعْ؟!

كيفَ أمسى صوتُكَ المطرِبُ بُوقًا للجوازِعْ؟!

لم تكنْ أَنْتَ سِواهُمْ .. ورضيُّ الذُّلِّ ضَالِعْ!

فُكَّ عَنْكَ الْقَيْدَ غرِّدْ .. خارجَ السِّرْبِ، وقارِعْ؛

كلَّ فكرٍ مستبدٍّ .. فضياءُ الْحَقِّ ساطِعْ

كُنْ كما شئتَ حَرِيًّا .. بكَ في الإنعامِ راتِعْ

وترقَّبْ في سَنَا الجوزاءِ نجمًا لكَ طالِعْ

حينَها، تُدْرِكُ أَنَّ الْحُرَّ؛  لا يُشْقِيهِ واقِعْ..!

 ................

هوامش:

 

صلاد: صلبة

البَلْقَعُ : الخالي من كل شيء

المركوس: المدبر عن حاله

الجازع: خشبَةٌ معروضةٌ بين شيئين ليُحْمَلَ عليها

 

 

تعليق عبر الفيس بوك