أزمة نصوص!

مدرين المكتومية

المُتابع للمسلسلات الدرامية يُدرك أنَّنا نعاني فعلًا من أزمة نصوص، ولا أطلق تعميمًا على كل المسلسلات، ولكن الأكثرية العظمى على الأقل، خاصة وأنَّنا نجد أنَّ هناك حشوًا واضحًا في المشاهد المعروضة، وإطالة مقصودة من المخرجين في العمل، إضافة لحضور بعض الممثلين بشكل إضافي لزيادة فقط مساحة العرض ولاستكمال الـ30 حلقة المطروحة في الشهر الفضيل.

وفي اعتقادي أنَّنا علينا أن نعترف بأن الإطالة لا مُبرر لها سوى أن المشاهد يصل لمرحلة يجد فيها أنَّ العمل بدا جميلًا، ولكن يتوسطه حشو وهم يترقبون النهاية التي بالكاد استطعوا أن يكتشفوا بعض ملامحها، ليس من المعيب أن نقوم بتقديم عمل لـ15 حلقة، ولكنْ عمل مترابط يقدم القصة بصورة مشوقة وأحداث جميلة، تجعل المشاهد مع كل مشهد يشعر بالحماس والترقب لما سيحدث بعد ذلك.

عملية جذب المشاهد والجمهور لأي عمل تحتاج اهتمامًا أولًا بالسيناريو وأيضا طريقة تقديمه، إلى جانب العوامل المساعدة الإضافية من ديكور وإضاءة وأكسسوار، ولكن المهم أن يكون هناك اهتمام بما سيُعرض وبحجم العمل المقدَّم والأحداث، فعندما نجد مثلا المسلسل العربي "خمسة ونص" يتقدم نعلم أنَّ هناك أحداثًا ومشاهد سريعة جعلت المشاهد لا يمل من متابعته؛ كون الأحداث تجري دون توقف والسيناريو الخاص بالعمل مميز، خاصة وأنَّ العمل يصنف من أكثر من جانب، فهو يقدم عملا سياسيا وإنسانيا وعاطفيا في الوقت نفسه، ومع احترامي للأعمال الخليجية فإننا فعلا نعاني أزمة نصوص، رغم الكم الهائل من الكتاب.