د. ريم سليمان الخش | باريس
يا روضة الروح أنت بي عبقُ
على تُرابي بالورد ملتصقُ
//
هذي عيوني رأتك معجزة
غمرتَها والإحساس يندفقُ!
//
في حضرة النار حولها شُعَل
أوّلتُكَ الجمر واللظى أرقُ
//
تركت في الصدر وجده كِسفاً
ينازع الشوق كم به حُرَقُ!!
//
ياليتك النهر في مرابعه
سحابك الوصل راعدٌ غدقُ!
//
يراود العشبَ عن لذاذته
ويترك الزهر للذي يثقُ
//
ويدخل الوقت في متاهته
أن ليس إلاك عاشقٌ شبقُ
//
لاينتهي الحبّ والهوى قدرٌ
من جوّه العذب روضنا طلِقُ
//
وأثمرت في أرجائنا شجرٌ
مخضرة البوح والشذى عبقُ
//
سأرسلُ الشعر للدجى قمرا
وينتهي حيث الماء والحبقُ
//
في رعشة من نبضات نبعتنا
تجسدت في أحداق من عشقوا
//
على وجوهٍ بالوجد مثقلة
وهمسها بالأسرار يختنقُ
//
حتى إذا ما آنستها قمرا
يهسهس البوح حوله الغسقُ
//
فأدمنوا الحرفَ هائما ثملا
من دمعة الحرف يرتوي الشفق
//
لعلّني من ألوانه ألقا
لعلّه بالإحساس يُخترقُ
//
قالوا تناءت والعهد بينهما
لكنّ قلبي للشعر يعتنقُ
//
معشش في أعماق لؤلؤةٍ
ومدمن للإيحاء منعتقُ
//
مقامرٌ لا يخشى مجازفة
ملغمٌ بالأشواق محترقُ
//
ياطينة الروح من له كبدي
من ماء قلبي هواك يُنتشقُ
//
في كلّ نبضٍ ودقٌ يغسّله
وكلّ لحنٍ بالغيم يلتحقُ
//
زخٌ على من أحببت مؤتمنٌ
وفوق أرضٍ بالقمح تأتلقُ
//
موّالها الوجد حين ترسله
يزغرد الطير تنتشي الحدقُ
//
على شفاهٍ بالورد قد زُرعت
والقلبُ حوضٌ بالضوء يندلقُ
//
أوّلتك الفجر إذْ بدا ألقا
نسيمه الحبّ حوله طلقُ
//
فصرتُ كالشمس في منارته
أسقي الحنايا بالدفء أنطلقُ
//
سأحلم اليوم أننا شُهُبٌ
تجوب في الكون جذبها شبقُ
//
وأنّه لا شيءٌ يفرّقنا
يُرتلُ العشق حولنا الأفقُ
//
قالوا أظبيٌ به يلازمه
ريمٌ كحيلٌ في حسّه رشِقُ
//
ظلٌّ على الماء ظلَّ مجتمعا
في طينة الروح أنت والحبقُ
//
إنّي تغسّلتُ في بحورهما
مازلتُ في الشطّ والحشا دبِقُ
//
في حضرة الشعر نزوتي جبلا
ويملأ الروح سفحه الغدقُ
//
مادمت في السطر حرف خاصرتي
سينبت الورد يضحك الشفقُ