الأطعمة الصحيّة تغيب عن برامج الطبخ في رمضان.. ومتخصصون: التمر والماء الأفضل على السحور

...
...
...

الرؤية - مريم البادية

مع انتشار محطات التلفزة المعنيّة بتقديم وجبات متنوّعة من الأطعمة من مختلف بلدان العالم، لا تزال هذه المحطات تفتقر إلى تقديم برامج غذائية صحية، تسلط الضوء من خلالها على الأطعمة الصحية التي يمكن إعدادها، لاسيما خلال شهر رمضان الفضيل، ويأمل عدد من المشاهدين اهتمام القنوات التلفزيونية وخاصة تليفزيون سلطنة عمان، بهذا النوع من البرامج، خاصة وأنّ الكثير من الصائمين في رمضان يرغبون في التعرّف على الأكلات الصحية، ومنهم مرضى السكري وأمراض الدم والضغط وغيرها.

وتظهر الدورة البرامجية التي يقدمها تلفزيون السلطنة خلال الشهر الفضيل، إنتاج برنامج واحد فقط مهتم بالأطعمة والجواني الغذائية، وهو برنامج "عوافي"، لكنّه لا يركز بالشكل الكبير على المأكولات الصحية وما ينبغي على الصائم تناوله كي يتماشى مع حالته الصحية أو يوضح الأطعمة التي لا تسبب سمنة أو تلك التي تساعد على النحافة.

وتقول خديجة الكندية إنّها كثيرًا ما تتنقل بين القنوات التلفزيونية للبحث عن البرامج التي تقدم وصفات طبخ صحيّة، إلا أنّها دائمًا ما تلاحظ أنّ هذه الوصفات كثيرًا ما تخلوا من الاعتماد على المواد الصحيّة في مكوّناتها، وهذا لا يناسب كل بيت برأيها. وأضافت: "هناك بين أفراد الأسرة الواحدة من هو مصاب بالضغط أو السكري وهو أمر شائع في البيوت العمانية، لذا اتمنى أن تكون هناك برامج طبخ مختصة بالأكل الصحي الذي يناسب كل أسرة".

أمّا شيماء عبدالله فتصف نفسها بأنّها "مدمنة على إعداد الأطباق الغذائية"، وتعتبر شهر رمضان فرصة لاستعراض مواهبها في الطبخ، لكنها تفتقر إلى البرامج التلفزيونية التي ترشدها إلى استخدام المواد الصحية فيما تعده من وجبات.

المتخصصون من جانبهم أكّدوا بالفعل أهميّة المحتوى الصحي في مثل هذه البرامج، وضرورة أن تسلط الضوء على الأطعمة الصحية والمكونات التي تساعد الشخص على تناول أطعمه لا تتعارض مع ظروفه الصحية. وقال الشيف سامي أولاد ودير إنّه ملتزم بتقديم بعض الوجبات التي تعتمد على نظام غذائي صحي لجمهوره مثل: المشاوي بكافة أنواعها، والوجبات المطبوخة بالبخار، والسلطات، والعصائر الطازجة الخالية من السكر المضاف وغيرها. وأشار أولاد ودير إلى أبرز الوجبات التي يجب أن يبتعد عنها الصائم في أطباقه الغذائية وهي الوجبات المشبعة بالأملاح والتي ستؤثر عليه طول فترة الصيام، إذ أنّ الأملاح تحتاج إلى سوائل ومن ثمّ فإنّ الجسم يكون ممتنعا عن السوائل لمدة 14 إلى 15 ساعة خلال الصيام، وهو ما سيؤثر بلا شك على صحته وإحساسه بالعطش. ودعا الصائم أيضا إلى الابتعاد عن الوجبات المشبعة بالكوليسترول، والتي تسبب انسدادًا في الشرايين، وينصح بعد تناول هذه المأكولات الدسمة شرب السوائل الساخنة، وممارسة الرياضة.

وتابع الشيف سامي قائلا إنّه يتعين على الصائم أن يبتعد عن المأكولات السكرية إذا كان لا يقوم بحرقها عن طريق ممارسة الرياضة، وحث الجميع على ممارسة أبسط الرياضات وهي المشي لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا. وشدد الشيف سامي على ضرورة أن يحرص المرء على تناول الأطعمة التي تحتوي على مركبات عضوية وتجنب المأكولات المقلية والمشبعة بالدهون قدر الإمكان.

كما أبرزت عبير الحمادية أخصائية تغذية العديد من الجوانب عن الأكل الصحي الذي يحتاجه الصائم، وقالت إنّ الشخص البالغ يحتاج إلى الأكل المتوازن يوميا؛ بحيث إنّ هذا الغذاء يحتوي على جميع العناصر الغذائية من الكاربوهيدرات والبروتينات والدهون والمعادن والسوائل، لذا فهو يحتاج إلى تحضير ثلاث وجبات متوازنة إضافة إلى وجود وجبة خفيفة بين هذه الوجبات الرئيسية. وأضافت أنه يجب على الصائم عدم الإكثار من تناول هذه الوجبات بل يجب أن يتدرج بينها، فيبدأ بالفطور الذي يجب أن يحتوي على اللبن أو الحليب أو الماء مع التمر، إضافة إلى أهميّة وجود الفواكه على مائدة الإفطار، مشيرة إلى أنّه ينصح بالإكثار من البطيخ، لاحتوائه كميات كبيرة من السوائل، ثمّ الشوربة إضافة إلى تناول نوع من المعجنات المنزلية، ويفضل ألا تكون مقلية في الزيت، وبدلا من ذلك طهوها في الفرن.

وأوضحت أنّه يمكن للصائم بعد الإفطار، وبعد أداء صلاة التراويح أن يمارس أي نوع من أنواع الرياضة، ثم بعد نصف ساعة من ذلك يمكنه تناول وجبة العشاء والتي تكون عبارة عن أرز أو خبز مع أي نوع من أنواع اللحوم أو البقوليات إضافة إلى السلطات، ويجب تناول هذه الوجبة قبل ساعة من الذهاب إلى النوم. وفيما يخص السحور، قالت الحمادية إنّ الأفضل أن تكون وجبة خفيفة مثل السلطة مع الزبادي أو تمر وماء. وأكدت أهمية تناول وجبة السحور وعدم الافراط فيها، لأنّها سنة من سنن الرسول الكريم. وقالت إنّ من فوائد وجبة السحور أنّها تمنع الشعور بالصداع وتقلل من الإحساس بالجوع أو العطش وكذلك تزيح عن الصائم الإحساس بالكسل أو الخمول، وتحافظ على مستوى السكر في الدم. وتابعت: "عندما ننصح بتناول هذه الوجبة فلا يشترط أن تكون ضخمة فسبع تمرات مع الماء تكفي حتى يقوم الصائم بواجباته خلال اليوم الرمضاني". وأشارت إلى أن من يريد إنقاص وزنه فإنّ هذا الشهر خير معين له، فهناك ساعة ذهبية يمكنه استغلالها وهي قبل الإفطار بساعة من خلال ممارسة نشاط بدني ثم يأخذ قسطا من الراحة قبل الإفطار، وأفضل هذه الأنشطة المشي السريع أو الهرولة، ويشترط في ذلك ألا يكون الممارس لهذا النشاط يعاني من أعراض الضغط أو السكري وأمراض القلب أو الأمراض المزمنة، كما يجب عليه أن ينظم وجباته ويركز على نوعية الأكل الذي يتناوله. واختتمت الحامدية حديثها بنصائح جوهرية للصائمين وهي عدم إضاعة الوقت في كثرة النوم، والإكثار من تناول السوائل والأطعمة المؤلفة من الألياف إلى جانب السلطات.

تعليق عبر الفيس بوك