دوري العجائب!

محمد العليان

ينتهي اليوم موسم دوري عمانتل بجولة لا تُسمن ولا تُغني من جوع لكل الأندية؛ فقد طارت الطيور بأرزاقها، فاز من فاز، وخسر من خسر، وهبط من هبط، وبقي من بقي.. الزعيم كعادته ارتبط طوال تاريخه بالمنصات والذهب، فكان طبيعي في هذا الموسم بما يملكه من إمكانيات ونجوم أن يفوز ويتوج بدرع الدوري، ودليل هذا أن الفريق توج باللقب قبل 5 جولات من انتهاء الدوري وفاز بكل الأرقام الذهبية. والحال كذلك مع النصر الذي جاء من الخلف خاصة مع بداية الدور الثاني، وتجاوز الجميع حتى وصل لمركز الوصيف، بعد أن كان يتجول بين المراكز الخمسة الأولى.

بطولة الدوري هذا الموسم عجيبة وغريبة في كل منعطفاتها وسيرها؛ حيث لأول مرة يتوقف الدوري لمدة شهرين تقريبا، وهو التوقف الذي أثر على الأندية ماديًّا وبدنيًّا، وسبَّب ضغوطات كبيرة حتى على اللاعبين. ومن عجائب الدوري: هبوط فريق صور -بطل الكأس الغالية- بطريقة دراماكية غريبة؛ حيث خسر الفريق مباريات متوالية بعد فوزه ببطولة الكأس، وكان من المفترض أن تعطي البطولة للفريق انتفاضة ودعما معنويًّا بل وماديًّا، لكنَّ الظاهر أنَّ نشوة الكأس والفوز أنسته بطولة الدوري.

الأمر الثالث الذي يأتي من غرائب هذا الموسم أيضا: هبوط نادي الشباب بطريقه حزينة جدا لا تليق بفريق أصبح ندًّا ومنافسا قويًّا على لقب البطولة، فالشباب من أفضل الأندية العمانية، فريق يقدم كرة جميلة، يملك لاعبين متميزين؛ سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب، إلا أنه ابتعد عن المنافسة شيئَا فشيئًا، وأصبح يصارع أمواج الهبوط حتى هبط إلى دوري الأولى.

وأيضا من غرائب الدوري: حالة المد والجزر في ترتيب المراكز بين الأندية، وتحديدًا فرق كالسويق والعروبة وصحم  والتي لم تقترب من مراكز المنافسة، وكذلك فريق صحار بجمالية جماهيره التي تُعطيه دافعا معنويا قوي داخل المستطيل رغم قلة إمكانياته، إلا أن الفريق وجماهيره اختفوا هذا الموسم، وأصبحنا لا نشاهد متعة ولا حضورًا في المدرجات للأخضر الذي كان مميزا بجماهيره في المواسم الثلاثة الماضية.

المركز الثالث للبطولة هذا الموسم مُستحق لفريق النهضة، حيث قاتل الفريق بكل صراحة على المنافسة إلى آخر لحظة، وهذا يُحسب لعودة الفريق من جديد للاستمرار في المنافسة، وعدم الابتعاد عنها.

ومع هذا الكم من الغرائب، يبقى والسؤال في النهاية: ماذا يحدث في دورينا؟ وإلى أين يسير ويتجه؟ سؤال يحتاج مزيدًا من الكتابات والتحليلات بأمانة وصدق.