"سيرة وجيرة" نموذج لدراما هادفة .. ولكن!

 

ناصر بن سلطان العموري

أصبحت مقاطع الفيديو تمثل معياراً جديداً للترفيه وبات النَّاس أكثر ميلاً لمُتابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الجديد ومتابعة النشطين ممن هم على الساحة حالياً ويعتقد بعض الشباب المبدعين أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تُتيح لهم التصرف على سجيّتهم وهو ما يُعتبر العامل الرئيس لجذب أوسع شريحة من المُعجبين، حيث أثبتت الدراسات في مجال العلوم والتقنية أنَّ حوالي 90٪ من مستخدمي الهواتف الذكية في المنطقة متصلون بالإنترنت و80٪ منهم يستخدمون هواتفهم الذكية لمُشاهدة مقاطع الفيديو لذلك من الطبيعي رؤية المزيد من المقاطع على الإنترنت.

ويعتبر موقع يوتيوب منصة للمواهب حيث إنَّ هناك الكثير من المبدعين والموهوبين من مختلف أنحاء العالم يُعبرون عن أنفسهم من خلال منصة يوتيوب التي تُقدم لهم الفرصة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم وإبراز مواهبهم بل وأصبحت منصة يوتيوب في متناول المواهب الناشئة وصانعي الأفلام ووسيلة فعّالة لصناعة مقاطع الأفلام وتحقيق الانتشار السريع بتكلفة بسيطة تكاد تكون لا تذكر حيث إنَّ الوسائط الحديثة المتوافرة حالياً في متناول هذا الجيل وجميع الأدوات اللازمة لإنتاج محتوى جذاب والترويج له بسرعة وفعالية.

والسلطنة كغيرها من الدول لا تخلو من مُبدعين ممن يستخدمون موقع يوتيوب والمواقع الأخرى مثل سناب شات والانستجرام لنشر محتوياتهم ومقاطعهم وفي كافة المجالات دون استثناء ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يوجد اهتمام بهم من قبل القطاعين الحكومي والخاص لاسيما في مجال الدعم والرعاية والعناية والتوجيه لتقديم الأفضل والأجود؟! أم أن الموجود حالياً هي اجتهادات فردية ليس إلا!!

 والذي دعاني لكتابة هذا المقال ما شاهدته من تميز من جانب فرقة شباب عبري للفنون المسرحية خصوصاً فيما يتعلق بطرح المسلسل الرمضاني (سيرة وجيرة) عبر قناة سند الفضائية والذي حُظي بمُتابعة كبيرة للغاية عبر موقع اليوتيوب، نظراً لما يقدمه من حلقات تعكس ما يُمكن أن يواجهه المجتمع العماني من ظواهر سالبة ينبغي علاجها وتسليط الضوء عليها بأسلوب درامي / فكاهي جذاب المحتوى وهذا هو بلاشك دور الإعلام الهادف في نقل هموم وشجون المجتمع فرغم محدودية الإمكانيات إلا أنها لم تحل دون ظهور هذا العمل المبدع للوجود، فالتحية لكل من ساهم في إنجاح هذا المسلسل دون استثناء وكم كنَّا نتمنى أن يستمر عرضه إلى نهاية الشهر الفضيل عوضاً عن نصفه ولكنها قد تكون الإمكانيات هي من حالت دون ذلك، كما أسلفنا والقادم أفضل فقد كان المسلسل قريباً من المشاهد من خلال اللهجة العمانية المستخدمة البعيدة عن أية تكلف وتصنع، كما هو حاصل في بعض المسلسلات وأيضاً ومن خلال تصويره في بيئة محلية تمثل واقعنا المعاش... التساؤل الذي دار بخلد العديد من المُشاهدين لماذا لم نشاهد هذا المسلسل الهادف عبر قناة عُمان الفضائية فمثلهم من المبدعين يستحق أن نأخذ بيده ونسانده ونقف بجانبه عوضاً عن البث عبر قنوات فضائية أخرى ... لا نريد أن نضع احتمالات عدة للموضوع فالإجابة في اعتقادي أنها لدى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون؟.

وكفكرة مُقدمة لوزارة الإعلام أو أية جهة أخرى لماذا لا يتم تنظيم مؤتمر يجمع كل مبدعيSocial Media في السلطنة برعاية حكومية وتمويل من القطاع الخاص .. وبلاشك أنها فكرة تراود أي متطوع في Social Media والذي يحرص أن يقدم خدمة للمجتمع مظهرا مهارات وكفاءات الشباب العُماني وإن ظهرت فكرة هذا المؤتمر لحيز الوجود فإنِّه وبلا شك سيكون له دور كبير في نقل الخبرات وتبادل الأفكار والتنسيق فيما بينهم وياحبذا لو كانت هناك توصيات تصب في تفعيل حقيقي لكفاءات الشباب ودعم منظم ومنسق لهذه الطاقات، ليكون لها الأثر الإيجابي على هذا الوطن الغالي ومن الواضح أنَّ الاهتمام بهم ضئيل للغاية من قبل القطاع الخاص إلا من بعض الاجتهادات الفردية التي تعد على الأصابع ناهيك عن القطاع الحكومي الذي يعتبر دوره غير واضح ومبهم في الاهتمام ودعم مثل هذه الفئات المبدعة واستغلالها على الوجه الأمثل حيث إنها تعتبر فئة هامة للغاية ومؤثرة وجاذبة للشباب ولديها شريحة مُتابعين ليست بالقليلة بل إنها تعتبر موضة هذا العصر.

 (رسالة) للجهات المعنية استغلوا الطاقات الشبابية المبدعة بالشكل الأمثل في خدمة البلد عوضا عن هدر جهودها بلا طائل. 

 

تعليق عبر الفيس بوك