كفى،،،

 

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

منْ أيِّ بوَّاباتِ حُزْنيَ أدْخـــــلُ

وبأيِّ أبياتِ القَصـيدِ أرَتّـَلُ

//

سفُنُ الحَوادثِ نحْوَنا مشْروعةٌ

وقواربُ الأيامُ لا تتمهَّلُ

//

وِدْيانُ أحزاني كسيْلٍ عارِمٍ

ولهيبُ بَوْحِي في النَّجوم يُقاتلُ

//

أوَّاهُ من شرِّ الحوادثِ إنَّها

سمٌّ زُعافٌ بِالأسى يتَجوَّلُ

//

يبْـلى الزَّمانُ ولا تزالُ عُمانُنا

في فقْدِ أفْلاذٍ لها تتَرمَّلُ

//

يا منْ لدى العلْياءِ صرْتَ مُكرَّمًا

وسناؤُهُ الأخَّـــــاذُ خيْطٌ مُشْعلُ

//

يا ترْجمـانَ الخيْرِ يا عبَقَ النَّدى

إنا لغيْرِكَ لا نرانا نسْألُ

//

إن الحوادثَ في بلادي نقْمةٌ

وإذا ذبلْتُ فإنَّها لا تذْبلُ

//

كمْ منْ مآسٍ في بلادِ الطُّهْر ما

زالتْ لها في الخافقيْنِ مَنازلُ

//

حتَّـــى المآذنُ والقِبابُ تكلَّمتْ

ما للدَّماءِ لِكلِّ شبْرٍ تُنْقَلُ

//

أشلاءُ شيْخٍ في وسائِدِ شارعٍ

وكذاكَ طفْلٌ في اليَتامة يرْفُلُ

//

أمٍّ حنونٍ قدْ ترمَّل عمْرُها

يا ويْلتاهُ دموعُ عيْني تَهْطُلُ

//

كمْ منْ مُعاقٍ في مجاهيلِ الرَّدى

أوْ في دواليبِ القَضا مُتَشّلَّلُ

//

أو دونَ يدِّ كلَّ يومٍ يشْتكي

من هاتفٍ أو سرْعةٍ تَتملَلُ

//

في كلِّ بيْتٍ من عمانَ عزاؤُنا

يا ابْنَ العُماني هلْ بِحقِّكَ يُعْقلُ

//

ما هدَّني كُثْرُ الترنُّمِ في البُكا

فلعَّلهُ التِّرياقُ فيما يَحْصلُ

//

يا أحمَرَ اللونِ ارتحِلْ عن دارِنا

إنَّي كرِهتُكَ منْ دماءٍ تُسْدَلُ

//

قدْ سرَّ ناظرَ مقْلتي أغْراضَكمْ

عنْدَ الرّحيلِ وليْتَها لا تُحْملُ

//

غنَّاكَ ورْدُ الشَّامِ صفْصافُ الرُّبى

وكذاكَ عطْرُ الشَّرْقِ أيْضًا يُنْسلُ 

//

إني لأرجو أن تكونَ نهايةٌ

لَأسى الحوادثِ أوْ عسَاه يُقلَّلُ

//

فنعيشَ بينَ صغارِنا ووُلاتِنا

 في ألْفِ خيرٍ لا سِواهُ يُرتَّل

//

صلَّى الإلهُ على محــمَّدِ سيِّدي

عدَدَ الرِّمالِ وكلَّ غيْثٍ ينْزلُ

 

تعليق عبر الفيس بوك