الأشراف كالدُّرِّ في الورى

 

د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

 

أَظلَّكَ من بعدِ الهجيرِ غَمامُ

ينُفُّكَ بَرْدٌ ناعمٌ ورهُامُ

يداعِبُ خَدَّيكَ النَّسيمُ بعطرهِ

كأنَّكَ في مَدِّ النَّقاءِ خُزامُ

قطعتَ الفيافي حالِمًا كم تصاخَبَتْ

رياحٌ، وكمْ أَضْوَتْ عليكَ سقامُ

وكمْ شُرِّدَتْ عيناكَ عن حضنِ جفنها

إذا أيقظَ القلبَ العَزومَ مرامُ

تَنَقَّلُ في ظهرِ البسيطةِ راحلاً

على حُلُمٍ، لم يُغنِ عنهُ مقامُ

يراكَ خَمولَ النَّفسِ في ردأةِ الضُّحى

فينضَحُ عن جوفِ الإِناءِ ملامُ

تساءَلَ كيف اشتدَّ في حمأْةِ اللَّظى

مراسٌ له، أَمْ كيفَ لانَ زِمامُ!

 هو البأسُ يُؤْتَى بالشَّكيمةِ كُلَّما

تعاظَمَ شأْنٌ لِلْعُلا، وغرامُ

ولا يستوي مَنْ نبَّهَ الجِدُّ عَزْمَهُ

بخانعَ، واهِ النَّفسِ حينَ يُضامُ!

ولا كلُّ مَنْ يأْبَى الدَّنِيَّةَ ذائدٌ

"ولا كُلُّ أسيافِ الرِّجالِ حسامُ"!

عُرِفْنَا بَنِي الأشرافِ كالدُّرِّ في الورى

ويُعرَفُ حرُّ النَّفس حينَ يُسامُ

.............

 هوامش:

شطر البيت بين هلالين للبحتري.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك