"بلومبرج" تنتقد "صفقة القرن": الاستثمار لن يحقق السلام

ترجمة- رنا عبد الحكيم

وجهت وكالة بلومبرج الإخبارية انتقادات لاذعة إلى التفاصيل التي تم الكشف عنها بخصوص ما يسمى بـ"صفقة القرن"، حيث أكدت في افتتاحية لها أن الاستثمار وحده لن يحقق السلام في الشرق الأوسط، في إشارة إلى ما أعلنته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها تنوي تنظيم "ورشة عمل اقتصادية" الشهر المقبل في العاصمة البحرينية المنامة، لمناقشة استثمارات جديدة في فلسطين.

وتتمحور فكرة هذه الورشة حول منح القادة الفلسطينيين حافزًا اقتصاديًا للتصالح مع إسرائيل. واعتبرت بلومبرج أنه يمكن في مرحلة ما لمبادرة من هذا النوع أن تكون منطقية، لكن الآن ليس كذلك.

واستنكرت السلطة الفلسطينية الاقتراح، وقال العديد من كبار رجال الأعمال البارزين أنهم لن يحضروا ورشة العمل. وهذا الرفض مخيب للآمال، وإن يكون يستند إلى درجة من التشكيك له ما يبرره. وترى بلومبرج أن الانتعاش الاقتصادي سيكون حاسماً لتحقيق النجاح الدائم لأي اتفاق سلام، وستحتاج الضفة الغربية وغزة بالتأكيد إلى الاستثمارات، لا سيما في البنية التحتية، لكن بتنظيم ورشة العمل أو عدم تنظيمها، فلن يتدفق رأس المال الخاص دون خطة لحل الصراع السياسي، وهذا الخطة لا تزال مفقودة.

وترى بولمبرج أن فكرة جذب مستثمرين أجانب موضع شك كبير، فالجميع يدرك أن الطرفين إسرائيل والفلسطينيين لم يبدأوا أية مباحثات، ولا يتحركون نحو اتفاق سياسي. وتشير الوكالة أن القادة الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة يعانون من الخلافات مع بعضهم البعض، كما إن المستثمرين المحتملين يعتقدون أن صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر، الذي يقود صفقة القرن، لم يحقق نجاحًا كبيرًا في الترويج لها لدى الزعماء العرب، الذين لا غنى عن دعمهم.

وأوضحت بلومبرج أن مثل هذه المبادرات لا تطرح لأول مرة، بل إنه تم طرحها سابقا، ففي فترة التسعينيات من القرن الماضي، وبعد أن وقع القادة الإسرائيليون والفلسطينيون اتفاقية أوسلو للسلام، تعلقت الآمال بطفرة استثمارية لخلق فرص عمل للفلسطينيين وتهيئة مناخ يمكن للجانبين من خلاله حل خلافاتهم. لكن بدلاً من ذلك، لم تحل القضية الفلسطينية، وتعرض المستثمرين من القطاع الخاص للانهيار الاقتصادي، وتبخرت وعود دول الخليج في المساعدة لإنجاح تلك الصفقة.

من المؤكد أن الاستثمارات العامة المختارة جيدًا في البنية التحتية من شأنها أن تعزز مستويات التوظيف والمعيشة، وهذا بدوره يمكن أن يساعد في تبديد اليأس الذي يجعل التقدم السياسي صعبًا للغاية. ومن شأن التحسينات في إمدادات الطاقة أن تحدث فرقًا كبيرًا، وكذلك تخفيف القيود على التجارة، إضافة إلى المزيد من المساعدات الخارجية، وتخصيص المصروفات بذكاء، وتحسين الإدارة الاقتصادية، كل ذلك من شأنه أن يساعد. وإذا نجحت الورشة الاقتصادية المقترحة في بناء الدعم لمثل هذه السياسات، فإنها ستخدم الأهداف الموضوعة. ورغم أن المشاريع الخاصة الجديدة ضرورية، إلا أنه بدون تقدم مادي نحو تسوية سياسية، لن تستثمر الشركات.

واختتم بلومبرج افتتاحيتها قائلة إن إدارة ترامب تحتاج إلى مضاعفة جهودها لتقريب القيادة الإسرائيلية والفلسطينية من اتفاق دائم، وبدون ذلك، فإن آمال تدفق الاستثمارات والانتعاش الاقتصادي لن تأتي مرة أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك