هل بقي للأندية العُمانية مقعد آسيوي؟

 

أحمد السلماني

شخصيًّا أتمنى أن لا يبقى لنا أي مقعد في كأس الاتحاد الآسيوي، مادام أنَّ القائمين على كرة القدم العمانية لا يُنصتون جيدا للأصوات التي تنادي بوقف المشاركات الخارجية للأندية العمانية بعد النتائج المخيبة للآمال في آخر 5 نسخ؛ ففي وقت تتنافس باقي الدول الآسيوية على تطوير مسابقاتها ودورياتها ونتائج مشاركات أنديتها خارجيا من أجل الخروج من خيمة كأس الاتحاد الآسيوي إلى الفضاء الأكبر والأرحب والأشهر والأقوى: دوري أبطال آسيا.. العراق والكويت نجحتا في ذلك، وجارٍ التحميل بالنسبة للأندية البحرينية، فإننا في المقابل نمتلك مقعدًا ونصف في كأس الاتحاد الآسيوي ونصف المقعد هذا لم نتمكن من تجاوزه هذا العام وخرج ممثل السلطنة النصر أمام هلال القدس الفلسطيني الذي وصل إلينا بعد أن تجاوز الكثير من الحواجز والعراقيل.

إنَّ النتائج السلبية لأنديتنا خارجيا إنما هي إسقاط وترجمة حقيقية للواقع المر الذي تعيشه هي بشكل خاص والكرة العمانية من منظور شامل، وهذا ليس بجديد والأزمة تتعمق، ولولا 4 نقاط وفوز وحيد شرفي للسويق في آخر موسمين آسيويًّا، لن نصل لمرحلة ربما يقرر الاتحاد الآسيوي منحنا نصف مقعد وهذا وارد وقريبا جدا.

داخليًّا، فإنَّ الغالبية العظمى من الأندية العمانية تعاني الأمرين من حيث تراكم المديونيات وقلة الموارد، والأدهى من ذلك الترهل والعقم الفكري لهذه الأندية؛ حيث تتشبث فئة بعينها بمقاعد مجلس الإدارة دونما تجديد في أفكارها وطموحاتها: فئة تتباكى على قلة الموارد والدعم وتبعثر الأموال فيما لا طائل منه.

الحقيقة نحن اليوم وليس غدا، بِتنا في حاجة ماسة لـ"التدبر والتدبير" في شؤون الكرة العمانية، وإلى نقطة نظام، ويتحمل وزر هذا الوضع في المقام الأول اتحاد كرة القدم ومن ثم الأندية، إذ إنَّ التدبر إنما هو بداية الانطلاقة نحو فكر حداثي متجدد للكرة العمانية برؤية جديدة تنسف البناء المترهل والآيل للسقوط، لتشيِّد قاعدة للانطلاق نحو بناء ثابت وقوي ومتين يقفز بالكرة العمانية إلى ركب دول القارة المتقدمة، ولا أبالغ إن قلت بأننا بحاجة لـ"ثورة" على التفكير القائم، ثورة لن تتأتى حاليا مادامت بقيت منظومة كرة القدم لدينا تدار بهذه الطريقة البدائية العقيمة.

والمرض المستعصي في كرتنا يكمُن في الأندية التي وصل الغالب منها إلى مرحلة "الغرغرينا" وهذه الأولى استئصالها من الجذور، فإما أن يستقيم عودها وتسلم للشباب الوقاد فورا، أو تغلق ويستعاض عنها بإشهار أخرى ينادي شبابها وبحماسة بأن يكون لها ناد مثل إزكي والعامرات.

أحد كبار مسؤولي الرياضة لدينا قال لي صراحة: "إنت تريد تغيير تشريعات الرياضة في البلد؟!"، واليوم أجيبه من خلال هذه الكلمات البسيطة: "تشريعاتكم قيدت رياضتنا، فقط سلموها للشباب المتسلح بالعلم والفكر الوقاد، يحتاج فقط إلى فرصة، وسنصفق له أنا وأنت عندما نراه على منصات التتويج العالمية".