شرٌّ مستطير

 

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

نُثِرتْ وُرودُ الأقْحُوانِ البَالِيَهْ

رَسَمتْ جَماجِمَ في الدُّروبِ القَانِيَهْ 

فَتَرى الشَّوارعَ بالدِّماءِ تعَتَّقتْ

 وَوِشاحُها حزْنُ النُّفوسِ البَاكِيَهْ   

كمْ جُهَّزتْ حوْلَ الدُّروبِ جَنازةٌ

مِنْ هوْلِ ما يجْري وليْسَ بِخافيَهْ

ومَراكِبُ الأمْواتِ أيْضًا هُيِّئتْ

يا ويْلتاهُ على شوارعَ دامِيَهْ

وشراعُها الأكْفانُ بيْضَاءُ الحَشَا

وبحارُها دمْعُ الأهالِي الحانِيَهْ

منْ مسقطٍ وإلى ظفارٍ عقْدُها

وإلى مسندمَ كمْ مجازِرَ قاسِيَهْ

نثِرَتْ ورودُ الأقْحُوانِ وسُرِّحتْ

تنْعى زمانًا في بلادِي الغاليَهْ

وإذا الحوادِثُ أرْضعتْكَ شُرورُها

فارْفِقْ بنَفْسِكَ أنْ تزورَ الهاوِيَهْ

وإذا المَنايَا لاحظتْكَ عُيونُها

عيْنُ المَنُونِ سِهامُها لكَ رابِيَهْ

فاعْقِدْ لِنفْسكَ مسْلكًا تحْيا بهِ

لِتكونَ روحُكَ في الشَّوارعِ هانِيَهْ

شرْطِي المرورِ أتاكَ منْهُ كتابَهُ

فافْهمْ فديْتكَ ما تريدُ لِسانيَهْ

لا تُسْرعَنَّ السَّيْرَ في طرُقاتِنا

ولَوِ ارْتَحقْتَ مُسَبِّباتِ العافِيَهْ       

الصَّبْرُ أوْلى أنْ يمازِجَ دمَّكُمْ

والانْتباهُ ثِمارُ عقْلكَ دانيَهْ

لا تنْشَغِلْ أبدًا بغيرِ قيادةٍ

للمركباتِ ولا تقودُكَ لاهِيَهْ

وإذا وجدْتَ خطوطَ درْبِكَ كلَّها

مُتقطِّعاتٍ جاوِزَنْ في ثانيَهْ

أثناءَ سيْركَ قدْ تكونُ إشارةٌ

فيها المرورُ منَظَّمُ كالقافيَهْ

فالزِمْ قيادتكَ السَّليمةّ نبْضَها

تجِدِ الوُرودَ ككَوْثرٍ مُتَبارِيَهْ

 

 

ارْمِ يمينَكَ بالطَّلاقِ ثلاثةً

 في هاتفٍ فهوَ الرَّدى والقاصيَهْ

لاكِمْهُ حتَّى يرْتوي منْ غيْضِكمْ

 وبلمحةِ البرْقِ اقْصِهِ بالقاضيَهْ 

ستَرى العجائبَ تنْحني في شارعٍ

وقدِ الْتزمْتَ خطوطَهُ المتتاليَهْ

شرْطِي المرورِ تحيَّةٌ مسْكيَّةٌ

فقدِ اغْترَفتَ منَ الشروطِ الساميَهْ

وعسَى السَّلامةُ في الشوارِع كلُّها

دوْمًا تحُفُّ ولا بكاءَ حواليَهْ

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك