تباين آراء المشاهدين حول المحتوى الإعلاني

الرؤية - مريم البادية

يعدُّ الإعلان التليفزيوني إحدى أهم أدوات التسويق، ويستحوذُ على أكبر ميزانيات الإنفاق الإعلاني من بين كل الوسائل؛ حيث نَما الإنفاق الإعلاني في الدول العربية نموًّا كبيرًّا، وهو ما يعكس مدى الاهتمام والإدراك من المؤسسات المعلنة لما له من تأثير على سلوك المستهلكين.

ومع الإقبال المتزايد على الإعلان التليفزيوني من قبل مختلف قطاعات الأعمال، أصبح الإعلان ظاهرة ذات تأثير متعدِّد الأبعاد؛ فلا يقتصرُ على انماط الاستهلاك، بل يتجاوزه للأثر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وطرق أنماط الحياة، ومنذ ظهور الإعلان التليفزيوني وهناك جدلٌ متواصلٌ بين المؤيدين له والمعارضين لممارساته.

وبهذا الصدد، قالت مارية البيمانية إنَّ الإعلانات جزءٌ مهم وأساسي في دخل المؤسسات الإعلامية، ويعول عليها كثيرا في حملات التوعية والتثقيف ونشر السلوكيات الحسنة. وفي رمضان -موسم البرامج والمسلسلات- يكثُر ظهور الإعلانات خصوصا التجارية، وعليه فإنَّ زج مادة إعلامية مجانية للمشاهد يصاحبها ثوانٍ من الإعلانات أمرٌ أعتبره طبيعيًّا وسليمًا؛ فلكل شيء ضريبته، وضريبة الاستمتاع أن يُسوِّق المعلن الذي تكفل برعاية البرنامج لنفسه، وهكذا هو بطبيعة الحال سوق الإعلانات، فقد يراه البعض مملًا لتكرار نفس المحتوى في فترة معينة وكثافة عرضه على إحدى الفترات، وما هذا إلا ذكاء من المعلن وتنفيذه لخطة مدروسة. البعضُ ينتهز فرصة ظهور الإعلان بعمل شيء سريع ثم العودة للمتابعة، فهو بذلك يُريح عينيه من المشاهدة، ويغير من وضعيته، وهذه خاصية ايجابية لأن البعض ينهمك في المتابعة أكثر من اللازم.

وتتابع: لكن بعض القنوات تُرهق المتابع بالإعلانات وتعرض محتوى موازيا من مادة الإعلان، وهذا قد يكون مبالغة وتضييعا لوقت المشاهد، وأنا أنتقي القنوات التي تعرض البرنامج الذي أودُّ مُشاهدته فإذا كان ضمن القنوات التي تبالغ في الإعلان فإنني أؤخِّره لحين عرضه على قنوات أخرى.

ويُوافقها ماجد البوسعيدي على مبدأ وجود الإعلان؛ وذلك لأهمية وجود راعي للبرنامج لتغطية التكاليف المادية للبرنامج. وفي الجانب الآخر، هناك شركات تودُّ عرض مُنتجاتها وبرامجها وتستغل برامج رمضان للترويج لها؛ كونها طريقة سريعة للوصول لأكبر شريحة بالمجتمع. ولكن يُؤكد على أهمية تقنين وقت العرض ومدته؛ ومثال ذلك: قناة mbc؛ حيث إنَّ وقت الاعلانات فيها يتجاوز الوقت المخصص للبرنامج، ويكون هناك استقطاع للإعلان بين الفينة والأخرى، فيأخذ البرنامج 20 دقيقة، بينما الإعلانات تأخذ 25 دقيقة من مجمل المسلسل.

وقالتْ عفراء المعمرية: أنا مع وجود الإعلان على الأقل لإراحة العين والذهن من التركيز في الحدث، كما أن من خلال الإعلانات يتعرف الفرد على المنتجات الجديدة في السوق والخدمات القائمة، خصوصا إذا كان في البلد.

وتشاطرهم الرأي سهام الهشامية، ولكن مع وجود الطريقة المبتكرة والمشوِّقة في الإعلان؛ بحيث لا تجعل المشاهد يمل مما يتابعه، ويجب أن تحذو المحتويات الإعلانية حذو برنامج "سوار شعيب" حيث إنه أضاف إعلانات لبرنامجه، ولكن بطريقة مبتكرة تجعل المشاهد لا يتضجر من المشاهدة.

ويختلفُ معهم خميس الصلتي، فيقول: إنَّ كثرة الإعلانات تفقد المسلسل رونقه ومتعة المشاهدة، خصوصا في رمضان حيث تكثر الإعلانات، ويقول: أنا كمتابع أفتقد للإثارة بالمسلسل، ولو نلاحظ أن عدد المشاهدات في اليوتيوب نسبتها أكبر؛ وذلك لوجود نسبة ضئيلة من الإعلانات.

ويضيف اليقظان المشيفري: إنها تشتت الانتباه، وتُشعر المشاهد بالملل؛ حيث إن الاعلان نفسه يتكرر في المسلسل الواحد، ولكن معها إذا كانت تعرض مزايا جديدة في السوق.

وتوافقهم محفوظة العلوية وريهام العيسائية، والتي تقول: نحن كمشاهدين نراها مزعجة وتقطع علينا لذة التركيز.

تعليق عبر الفيس بوك