يا ذَا النُّهَى؛ هلْ أثقلَتْكَ ذُنُوبُ؟

 

د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

 

ما بالُ قلبِكِ أَثْخَنَتْهُ كُرُوبُ/

وعَلَاهُ مِنْ إِثْرِ الْعَنَاءِ شُحُوبُ

حَمَّلْتَ نَفْسَكَ مَا تَنُوءُ بِحِمْلِهِ/

يا ذَا النُّهَى؛ هلْ أثقلَتْكَ ذُنُوبُ؟

أَمْ قد تَرَاكَمَ في الضَّميرِ غُبَارُهُ/

حتَّى نَسَتْهُ نَسَائِمٌ وطُيُوبُ؟!

فَطَفَقْتَ تَسْرَحُ بِالْأَسِيَّةِ مُتْرِعًا/

كَأْسَ الْمَرَارَةِ، والْهُمُومُ نُكُوبُ!

وَجَرَيْتَ في الدُّنْيَا بِقَلْبٍ فارِغٍ/

أغراهُ لَهْـــوٌ في الْحَيَاةِ لَعُوبُ

حتَّى تَوَارَتْ شمسُ سَعْدِكَ بعدَما/

أَلْقَتْكَ في وادي الشَّقَاءِ خُطُوبُ

قد غُلِّقَتْ أبوابُ كانتْ شُرَّعًا/

والدَّهْرُ يُطْلِقُ سَهْمَهُ فَيُصِيبُ

هلَّا تذكَّرْتَ الشَّمَاتَةَ حِينَمَا/

قد كُنْتَ تَشْمُتُ عامِدًا وتُعِيبُ؟!

ها أنتَ في وَضَحَ النَّهَارِ مُضَيِّعٌ/

خَطْوًا، فَمَا قَبِلَتْكَ قَطُّ دُرُوبُ!

أَحَسِبْتَ أنَّ اللهَ يُهْمِلُ أَمْرَهُ/

بَلْ أَمْرُهُ فِيمَا يشاءُ عجيبُ!

والله يُمهلُ من يشاءُ لحكمةٍ

تُخفى، فما ينجيكَ قطُّ حبيبُ

الظُّلْمُ يَهْتِكُ سِرَّهُ بِنِصَالِهِ/

حتَّى يُرَى لِلْعَدْلِ منْهُ نَصِيبُ

تعليق عبر الفيس بوك