أبو نبراس البوصافي | مسقط

عَمـائِمُ العِزِّ تخْتٌ في رَوابِيـنَا

علَى البِحارِ كَيَخْتٍ أذْهلَ المِينَا

شِراعُهُ النِّـيلُ والقَـــاموسُ موْرِدُهُ

والأُقْحُوَانُ نُجــــــومٌ في لَيَالِينَا

تَخالُهُ الغَيْمُ قَصْرًا أبْيَـــضًا غَزَلَتْ

أحْشاؤُهُ الكُثْرُ أعْواماً رَياحِــينَا

هَــوَامِعُ الرُّوحِ مَا زالَتْ مُصَـــلِّيَةً

خـَــلاخِلُ النَّبْـضِ تتْلوهَا بِآمِينَا

يا أَحْرُفَ الشِّعـْرِ قولِيـــها فإِنَّ بِها

أَســــاوِرَ المَجْدِ منْ أيَّامِ حطِّينا

عُمانُ يا وطَنٌ تتْـــرَى عَجائـِــــبُهُ

تُرابُهُ الْمـَـاسُ والبَارُودُ نِسْرِينَا

عُمــانُ يا أَلَقٌ فــي كلِّ مُحْتـَـــــفلٍ

كَأنَّـما البَرْقُ في أمْشاجِها جِيناَ

جَماجِمُ الذُّلِّ صرْعَى في ضِيافَتِها

وفيْلـَــقُ السِّلْمِ نـــاقورٌ لِعــادِيناَ

يا نبْضَة القَلْبِ دُقِّي الصَّدْرَ منْ فرَحٍ

أنْتِ الكَمانُ بِشجْوِ النَّغْمِ تَسْقينَا

قِيثارَةُ المجـْـــدِ منْ سبْعينَ نعْزِفُها

علَى القُلوبِ لَدى أنْغامِ تِشْـرِينَا

اُنْظُرْ إلى النَّجْمِ في حَلْكِ السَّوادِ وقُلْ

يا أيُّها النَّجْمُ هلْ صادَفْتَ ماضِينَا

أزَانكَ القَعْرُ في وحْيِ المَعارِكِ إذْ

يُذيقُ أبْخِرةَ الأَجْــــواءِ غِسْلِينَا

أَراعَـــكَ الأُسْدُ إِذْ تَقتـــاتُ أَفْئـــدَةً

لِلبُرتُغالِ على أكْفـــــانِ سجِّيناَ

أخانَــكَ الوَصْفُ واسْتلْقَيْتَ مُنْتَشِياً

عُصارَةَ المِسْكِ إذْ تغْزُو الميادِيناَ

لَبَّيْـــكَ يا وَطَنًا في القلـْـبِ مسْجدُهُ

صَلاتُهُ الشُّكْرُ إذْ شاؤُوا القَرابِينَـا

لبَّيْــــكَ فرْدًا ومثْـــــنَى لا نُكرِّرُها

إلَّا إِليــْـكَ أَيا بُلْجَ المــــُـحبِّيناَ

نسَائِمُ الوَصْلِ أرْكــــانٌ بِقــــــافِيَةٍ

لدَى الشُّعورِ وكمْ جاءَتْ تُغنِّينَا

أشْرَكْتُ بالقَيْدِ إنْ يوْماً يُعـــــانِقُني

تَحَـــوَّلَ الحُرُّ في ملْقـاهُ شَاهِيناَ

يطِيرُ مبْــــتَسماُ تحْـــدُوهُ بَجْــــدَتُهُ

بالزُّعْــفُرانِ لَيَرْمي ماءَ وادِيناَ

غَمــائِمُ الفخْرِ أسْــــرابٌ بكلِّ سَمًا

وتنْثُرُ الوَرْدَ والزَّيتونَ والتِّينــاَ

يـــاقوتةُ الحُسْنِ ما فَتِأتْ بجــانِبِها

بَريقُـــها مَدَدٌ أسْـــرى بها حِينَا

لوْحاتُ في جُدُرِ التَّاريخِ صـــامِدةٌ

قابوسُ صورَتُها فخْرُ الملايِيناَ

هذا الذي في سماءِ الرُّوحِ مرْتحِلٌ

يُـــذيقُ مَأْدُبَةَ الأْحْــزانِ إِسْفِينَا

قابوسُ يا عَلَـــــمٌ في كــلِّ مُرْتفـَعٍ

في رأْسِهِ النَّارُ بالإكْرامِ قدْ زِينَــا

يَمــــينُ مِعْصمِهِ أوْراقُ منْ حِــكَمٍ

وفي الشَّمـالِ فُراتُ الخَيْرِ للصِّينَا

صافَحْتَ بالسِّلْمِ أنَّاتِ الزَّمــانِ فَلا

خَطْــــبٌ أَلَمَّ على شُطْآنِ نادِينَا

ربَّ الوُجودِ أيَا رَحْـــــمنَ سَؤْدَدِنَا

اِبْقِ الشِّفاءَ رَسُــولاً في ضَواحِينَا

حتَّى نراهُ هَصُــــوراً لا تُزَعْزِعُهُ

صَرْفُ الدُّهورإذَا جاءتْ تُجارِينَا

لُقْياكَ يا وَطَنـــي لا الزَّحْفُ يوقِفُهُ

نوراً جُعِلْتَ وفي العلْياءِ هِيرْوِينَا