نقۡشَةَ الحنَّاءِ

 

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

الشَّوقُ يذۡبلُ بهۡجةَ الأنۡظارِ

سُودًا تصِيرُ بدونِ أيِّ نهارِ

 

وكتبۡتُ في وجۡهِ الرِّمالِ حبيبةً

بِضياءِ عيۡنيَ والشُّجونُ ضَوارِي

 

يا شوۡقُ ألقَيۡتَ الكرَى في ناظِري

فإذَا السُّهادُ رَبيعُ ليۡلِي السَّارِي

 

يا نقۡشَةَ الحنَّاءِ لطۡفاً ذكِّرِي

قلۡبِي الأسِيرَ مرارَةَ الأقۡدارِ

 

يا نقۡشَةَ الحِنَّاءِ كمۡ لامَسۡتُكِي

فإذَا الأصَابعُ باللَّهيبِ تُدارِي

 

لمَّا تلاقَتۡ أعۡيُنُ العُشَّاقِ في

بحۡرِ الحَنانِ تلاقَ كلُّ قُمارِي

 

خلۡخالُها ما زلۡتُ أسۡمَعُ نَغۡمهُ

كخَريرِ ماءِ العوۡسَجيِّ الجَاري

 

ما مرَّتِ الحسۡناءُ في درۡبِ الهَوَى

إلَّا اسۡتَنارَ القلۡبُ دونَ شِجارِ

 

الأرۡضُ تبۡسطُ للحبيبِ بِساطَها

وأنا المُولَّعُ في لهيبِ أُوَارِي

 

كلُّ القَرابينِ العَتيقةِ هيِّأتۡ

إلَّايَ ذبۡتُ على شجُونِ بِحارِي

 

الشَّوۡقُ أقۡبلَ يسۡتبيحُ كرامَتي

ما زلۡتُ أصۡبرُ في أتۡونِ غُبارِي

 

رحلَ الحبيبُ وسائرُ الأعۡضاءِ في

حمَّى البُرادِ ولهۡفةِ الأمۡطارِ

 

ماذا عَسايَ أقولُ إذۡ شَفَتايَ في

نبۡسِ الكلامِ شَحيحةُ الأفۡكارِ

 

وجلسۡتُ في قِمَمِ السَّحابِ مُراقبًا

أثَرَ الحبيبِ بعَدۡسَةِ المِنۡظارِ

 

وأنا الذِّي ما أتۡعبَتۡ نفۡسِي الهَوىَ

أبَدًا وكنۡتُ كطفۡلِ بيۡتِ الجارِ

 

يا قوۡمُ هذا مسۡكَنِي إذۡ سرَّكُمۡ

منِّي الزِّيارةُ في عمُومِ مَطَارِي

 

الشوۡقُ أصۡبحَ صاحِبي ودَواءَنا

مَنۡ ذا يريدُ لِشوۡقهِ منۡ نَارِ

 

ووصيِّتي للعاشقينَ جميعِهمۡ

اجۡعَلۡ لِخِلِّكَ جذۡوَةَ الأنۡظارِ

 

الۡزمۡهُ في حلَلِ السَّماءِ كذَا الفَضَا

وعلَى الأرَاضِي حُلَّ أيَّ فَرار ِ

 

تعليق عبر الفيس بوك