فقدٌ وأنين

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

يا كبرياءَ الشَّمسِ لطۡفًا لا تَغيبۡ

لا هَمَّ أكبَرُ منۡ مفارقةِ الحَبيبۡ

 

لا همَّ أكبَرُ منۡ مفارقةِ الهَوى

فبحارُهُ ثوۡبُ الفَضاءاتِ القَشيبۡ

 

طعۡمُ النَّوى مُرٌّ كَحَنۡظَلِ لوۡ ترَى

آثارُهُ في مبۡسَمي جدًّا صَعيبۡ

 

ما زلۡتَ رمۡزَ تفاؤُلي في مِحۡنَتي

فارۡفِقۡ بِخِلِّكَ أنۡ يعانِقُهُ المَغيبۡ

 

يا شاهقاتُ الحيۡلِ رفۡقًا إنَّنَا

كنَّا صِحاباً ضدَّ ضحۡكاتِ الغريبۡ

 

هلۡ تذكرينَ صَداقَتي وقۡتَ الجَوى

يوۡمَ اكۡتَوَتۡكِ رياحُ أسۡفارِ القريبۡ

 

هلۡ تذۡكرينَ فكُلَّ يوۡمٍ قدۡ مَضى

صافحۡتُ حسۡنَكِ لا مِساسَ ولا حَسيبۡ

 

بلۡ خلۡتُ عنۡدَئذٍ كأنَّ مُسَدَّسًا

منۡكِ ارۡتَمتۡ أنهارُهُ نحۡوَ الكَثيبۡ

 

نحوُ السَّماءِ رَصاصُكُمۡ مَشۡروعةٌ

وُلِدَتۡ هناكَ على توابيتِ النَّحيبۡ

 

نارُ الأَسَى في فقۡدِ خلٍّ صالحٍ

لفحَتۡ طوابيرَ الدُّموعِ بِلا رقيبۡ

 

وكأنَّها جمۡرٌ على خدٍّ هَوَتۡ

ما زالتِ الأفلاجُ في خدِّي المَهيبۡ

 

كنَّا معًا في سقۡفِ بيۡتٍ هالكٍ

ضحۡكاتُنا في أمرِها شأۡنٌ عَجيبۡ

 

كانتۡ سعادَتُنا بِبَيۡتٍ ميِّتٍ

أحۡلى منَ الإخۡفاتِ في بيۡتِ رَحيبۡ

 

أسَّسۡتُ بنۡيانَ الكَرى في مقۡلَتي

حتَّى أُناسِي ما ألَمَّ فهلۡ أُصيبۡ

 

هلۡ انَّ لي في حيۡلِ غافٍ مبۡسَمًا

يُغۡني عنِ الإخۡباتِ في ذاتِ القَليبۡ

 

يا نارَ شوۡقي أيۡنَ بَرۡدُكِ يا تُرى

فأنا المُولَّعُ في حوانيتِ اللَّهيبۡ

 

ما زِلۡتُ صاحبَكِ الذي لهَجَ المُنى

صارَتۡ لجَاجًا بلۡسَمًا ليۡستۡ تُعيبۡ

 

إنَّ التفاؤُلَ تاجُ رأۡسِي مُذۡ جثَتۡ

في خافِقي أوۡتارُ نغۡماتِ الحَبيبۡ

 

 

تعليق عبر الفيس بوك