كيس من اللعنات

 

 

جميل الجميل | العراق

 

لدينا مدينة لا تثمر

المطر لا يلقّح أغصانها

لقد ملأوا بياضها بالفوسفات مدّة خمسة أعوام

نغطّيها بمظلّات ونحمل أكياس النارنج لنعصر عليها

في العام الماضي

حمل عجوز كيسا مليئا باللعنات وسقى أغصانها

كلّ المدينة تشيّعه في تمثال

كلّ الأمّهات ينشدن تعويذاتهن للشجرة شرط أن تتريّث من السكون

والنهر يغادره المنفى في أبّهة الضجيج

نعم

لا زلنا نحمل البلابل المشنوقة الموعد بأكتاف المدينة

لا زالت المدينة تقينا من برق ينزوي تحت بيوتاتنا

لا لم تكن مدينة

كانت تحمل صوراً لأسرى

وأخرى شيّدها (مار يوحنا) في حرب إيران لكنّها سرعان ما نشفت من الأسلحة

لا لم تكن قرية

كنّا نحتفي بالأسماء الكاذبة

لنشرب عرق العصرية

ونرجم القنطرات التي زقرها خيّا بقطر على أفئدتنا

لا زلنا الآن في طريق العودة

نصلّي للظواهر الطبيعية

ونتكلّم بقلق الأم التي تخاف من عمليات الجراحة

نلوك الأسماء الدينية لنهضم مرارات أجسادنا

نعم هذه المدينة شاخت

جدرانها منذ آلاف الكليومترات من السنوات الضوئية

نعصر الأراضي المليئة بالطحين

نختزل المناجل في زمن الحصار

ونصرخ مع الموتى

ميخائيل' عادل ' بولص ' شمّة' باهي' مرزينا' صليوا' شربل' منصور' زريفة' روفو' أمّو' كُتّا' مزّو' بحّو' نجيب'

بصوت جهوري نحيل

حتى يرجع صداهم وتزيّفنا التعاسة!

تعليق عبر الفيس بوك