"نيويورك تايمز": آن الأوان لبدء محاثات بين الملك سلمان وخامنئي

ترجمة- رنا عبد الحكيم

في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عبر الكاتبان حسين موسويان وعبد العزيز صاغر عن اعتقادهما بأنه حان الوقت للتوصل إلى منطلق جديد لسلام دائم في المنطقة، مؤكدين أنه بعد عقود من الصراع بالوكالة وعلاقات مجمدة بين إيران والسعودية، حان الوقت للحديث بين زعيمي البلدين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والمرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي.

ومن وجهة نظر الكاتبين هناك حالة من عدم الثقة على أعلى المستويات في حكومتي البلدين. وقد رأى الجميع العواقب المدمرة للأزمات التي تتدخل فيها البلدين بأي دولة أخرى، مثل اليمن أو سوريا أو لبنان أو البحرين أو العراق. في حين يتبادل الطرفان اللوم في تدهور الأوضاع في تلك البلدان، فكل طرف يتهم اللآخر بأنه السبب وراء تلك الأزمات، ونتج عن ذلك تراجع ثقة الشعبين في حكومتهما، علاوة على إهدار موارد هائلة كان من الأفضل توظيفها في بناء شرق أوسط جديد بدلا من هدمه.

ويؤكد الكاتبان أنه حان وقت الحوار لأن المواقف في مناطق الصراع التاريخية تحتاج إلى الدبلوماسية. ففي العراق تدعم كل إيران والسعودية الحكومة الجديدة في بغداد بقيادة رئيس وزراء ورئيس براجماتي، ولهما علاقات جيدة بكلا البلدين، لذا فإن ثمة فرصة يجب اغتنامها. أما في في سوريا فقد أوشكت الحرب على نهايتها مع تراجع ملحوظ للعنف وهزيمة تنظيم داعش. وباتت السعودية وإيران تؤمنان بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا واحترام حق الشعب السوري في تقرير مصيره. وبالنسبة لليمن فهناك اختلاف حول الأسباب الجذرية للنزاع، لكن كلا البلدين يتفقان على وجود كارثة إنسانية هناك. وينبغي على كل منهما دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في الأشهر المقبلة.

وفي لبنان، تتولى حكومة جديدة زمام الأمور، كما يتفق البلدين على أن الأمر متروك للشعب اللبناني لتسوية شؤونه بنفسه. وأخيرا في البحرين، ثمة اتفاق أيضا من الطرفين على تأييد سيادة البلاد وسلامتها وتطلعاتها الديمقراطية واستقرارها بناء على إرادة شعبها.

ويخلص الكاتبان إلى أن الصراع في هذه المناطق الخمس يبدو أنه آخذ في التراجع نسبيا مع مزيد من الاستقرار، لذلك يمكن للبلدين الآن البدء في استعادة سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من الاتهامات المتبادلة حول مصدر عدم الاستقرار في المنطقة، إلا أن الظروف الحالية مواتية لإجراء مباحثات طويلة ومباشرة ومستمرة عبر قنوات مفتوحة بين العاصمتين والشعبين، وليس من الضروري الاتفاق على كل شيء، فدائما القرار الأكثر صعوبة هو اتخاذ الخطوات الأولى وبدء الحوار.

ويدعو كاتبا المقال إلى ضرورة الاهتمام بالمواطنين أولا وقبل كل شيء، فإجمالي عدد سكان إيران والمملكة العربية السعودية يصل إلى 115 مليون نسمة، وثلثهم تقريبا تحت سن 25 عاما، ما يعني أن المستقبل ينتظرهم. والسلام والأمن المستدامان يتطلبان علاقات ثنائية جيدة وتعاون إقليمي بين طهران والرياض. ولا يمكن إنكار أن ثمة اختلافات كبيرة بين البلدين، لكنهما يتقاسمان مصالح مشتركة في العديد من القضايا الحرجة مثل أمن الطاقة وعدم انتشار الأسلحة النووية والاستقرار في الشرق الأوسط. ويأمل الكاتبان أن يقوم زعيما البلدين- بدلا من توسيع الهوة بينهما- بالبناء على أرضية مشتركة فهما يمثلان الركنيين الرئيسين للعالم الإسلامي.

يشار إلى أن حسين موسويان شغل منصب المتحدث باسم فريق التفاوض النووي الإيراني بين عامي 2003 و2005. بينما يدير عبدالعزيز صاغر مركز الخليج للأبحاث، ومقره المملكة العربية السعودية.

تعليق عبر الفيس بوك